فبنى على ذلك مذهبه في مقارنات العواطف، ومصاحبات الشعور وظواهره الجسدية.
وجاء علماء النفس والتربية، فاستفادوا من ذلك فوائد شتى في علاج الخوف والجشع والعادات الذميمة التي يصعب علاجها في بعض الأطفال، فجعلوا يقرنون الشيء المخيف بالشيء المحبوب؛ ليعودوا الطفل أن يسكن إليه ولا يخشاه، ويقرنون الشيء المرذول الذي يحبه الطفل بالشيء المزعج الذي يقصيه عنه وينفره من إتيانه؛ ليقلع عن ذميم الخلال بداهة وعفوا بغير أمر ولا إلحاح.
بيجو خير مفسر لهذا المذهب النافع الذي كان الفضل الأول فيه لواحد من أبناء جنسه، فقد عهدته في منزله الأول، وليس أبغض إليه من السلسلة والطوق؛ لأنهم كانوا يقيدونه بهما في حديقة الدار كلما أضجرهم بعبثه وفضوله.
فلما جاء عندي وليس للمنزل حديقة واسعة أطلقه فيها أصبحت السلسلة والطوق من أحب الأشياء إليه، وأدعاهما إلى طربه وابتهاجه؛ لأنه تعود كلما ربط بالسلسلة والطوق أن يخرج مع الخادم لغشيان الطريق، وقضاء ساعته المنذورة للمرح والرياضة في الخلاء.
ولبيجو فنون أخرى يشارك في تفسيرها وتفهمها، وفضائل شتى يتبرع بهداياها ومزاياها، وإن في بعض هذا لما هو حسبنا من تقدير للأستاذ بيجو، والصديق بيجو والزائر الكريم بيجو الذي نخشى أن نسطو عليه لفرط ما نستفيد منه ونأنس إليه.
والآن وقد عرف القارئ من هو «بيجو» لا أراني بحاجة إلى اعتذار من الحزن عليه، والوفاء لذكراه، فإنه لم يخطئ في وفائه ولم يخطئ في خلقته. ولم يخلق إنسانا فدنس الإنسانية بالغدر، ولكنه خلق كلبا فشرف الحيوانية بالوفاء.
بيجو
حزنا على بيجو تفيض الدموع
حزنا على بيجو تثور الضلوع
حزنا عليه جهد ما أستطيع
Bog aan la aqoon