Buugga Abuqrat ee maareynta cudurrada degdegga ah
كتاب أبقراط في تدبير الأمراض الحادة
Noocyada
ورذل الناس استعمال ماء العسل لأنه يسقط قوة من يشربه ولهذا السبب قد يظن به أنه يحدث الموت بسرعة وإنما قيل فيه ذلك لأن شاربه لا يمكنه أن يلبث باستعماله وذلك أن من الناس من يستعمل ماء العسل فقط على أن استعماله في مثلهم يجري على الصواب وليس هذا الرأس بالحقيقة على هذا إلا أن ماء العسل أقوى كثيرا من الماء إذا شرب وحده إن لم يلين البطن وقد نجد أيضا هو أقوى من الخمر الرقيق القليل الاحتمال للماء في بعض الأوقات وفي بعضها أضعف والفرق بين استعمال الخمر والعسل غير ممزوجين في قوة كل واحد منهما عظيم لأنه إن شرب شارب من شراب صرف الضعف مما يشربه من العسل قويت قوته من شرب العسل أكثر كثيرا إن لم يلين الطبيعة فقط وذلك أن البراز أيضا الذي يخرج عنه هو الضعف فإن تحسى كشك الشعير ثم شرب بعده ماء العسل أشبعه ذلك شعبا شديدا وأنفخه ولم ينتفع به في المواضع التي دون الشراسيف فإن شرب ماء العسل قبل الحساء لم يضره ذلك كمضرته إذا شربه بعده لكن ربما انتفع به أيضا.
والمطبوخ من ماء العسل أحسن في منظره من الذي لم يطبخ وذلك أنك تراه رقيقا أبيض ينفذه الضوء وأما أن فيه فضيلة يتقدم بها على الني من ماء العسل فلست أقدر أن أقول ذلك لأنه ليس بأطيب من الني إن اتفق أن يكون العسل جيدا والمطبوخ من ماء العسل أضعف من الني وأقل إحدارا للبراز وليس من هذين واحدة يحتاج إليها في الانتفاع به وأقرب ما يدعو إلى استعماله مطبوخا متى اتفق أن يكون العسل رديئا ليس بالنقي ولا طيب الرائحة أسود اللون فإن الطبخ ينقص من رداءته وشدة سماجته.
[chapter 16]
Bogga 35