Buugga Abuqrat ee Dabeecadda Aadanaha
كتاب أبقراط في طبيعة الانسان
Noocyada
وقد قلت انى أبين أن الأشياء التى أقول ان الانسان منها هى فى جميع الأوقات أشياء واحدة بأعيانها وانى أبين ذلك على الاصطلاح وعلى الطبع فأقول ان الانسان مركب من دم وبلغم ومرة صفراء ومرة سوداء وأول ما أقول فيها ان أسماءها تختلف على الاصطلاح حتى أنه ليس منها واحد يسمى باسم صاحبه ثم أقول بعد ذلك ان صورة كل واحد أيضا بالطبع بخلاف صورة الآخر فلا البلغم يشبه الدم فى شىء من الأشياء ولا المرار أيضا يشبه البلغم فكيف يمكن أن تتشابه أشياء مختلفة الألوان اذا رأيتها واذا لمستها أيضا بيدك لم تجد منها واحدا يشبه صاحبه فى الحرارة ولا فى البرودة ولا فى الرطوبة ولا فى اليبوسة فيجب ضرورة اذا كان بهذه الحال كلها من المخالفة بعضها لبعض فى صورتها وقواها ألا تكون شيئا واحدا اذ كان الماء والنار ليس هما شيئا واحدا وقد تقدر أن تعلم أن الأخلاط ليست شيئا واحدا لكن قوة كل واحد منها وطبيعته غير قوة صاحبه وطبيعته من هذه الأشياء أنك ان سقيت انسانا دواء يخرج البلغم وجدته يخرج منه بالقئ والاسهال البلغم وان سقيته دواء يخرج المرار وجدته يخرج منه المرار وان جرحت موضعا من بدنه حتى يحدث فيه جرح سال منه الدم وتجد ذلك كله يكون دائما فى كل حال نهارا كان أو ليلا أو صيفا كان أو شتاء ما دام يمكنه أن يستنشق الهواء ويخرجه بالتنفس الى أن يعدم أحد الأشياء التى حدثت مع حدوثه وذلك أنه يظهر أولا من أمر الانسان أن فيه جميع هذه ما دام حيا ثم من بعد حدوثه كان عن انسان فيه هذه كلها التى دكرتها وبينتها
[chapter 6]
Bogga 8