وقد قابل كاستيليون البارون ، وكان ما ذكرناه بينهما، ثم عاد إلى رفاقه، واتفقوا على أن يسافروا في صباح اليوم التالي إلى أوكسر، وفيما هم جالسون إلى مائدة جاءهم ميشيل وجلس معهم، فكان أول ما فعله أنه قال لبول سالبري: إن الشراب قد أخذ منك ويكاد يصرعك، فاذهب إلى سريرك كي تستريح بالرقاد فإننا مسافرون عند الفجر، ثم أعطاه خلسة ورقة مالية بألف فرنك فأخذها وانصرف، فجاءتهم صاحبة الخمارة وقالت لهم: هل أجيئكم بشيء من الخمر؟ فقال لها ميشيل: لا حاجة بنا إلى خمرك فقد جئت بخمر معتقة.
وكان قد أحضر معه أربع زجاجات، ففض أختامها بيده، وصب في كئوسهم وفي كأسه، فجعلوا يشربون من تلك الخمر، وهم لا يرون أنه كان يسكب ما في كأسه إلى الأرض ويوهمهم أنه يشرب.
وبعد ساعة كان الثلاثة صرعى لا حراك بهم، فنادى ميشيل صاحبة الخمارة وقال لها: لقد حاول البارون خنقي، ولكن عاد إليه رشاده بعد ذلك، ووافق على كل ما أروم، والآن لم يبق علينا إلا نقل هؤلاء المصروعين، قالت: ألا تخشى أن يستفيقوا؟
قال: كلا، فإن المخدر سينومهم عشر ساعات على الأقل، فأسرعي بإحضار مركبة النقل.
فذهبت ممتثلة، ومد ميشيل يده إلى جيب كاستيليون، فأخرج منها ذلك الصك الذي كتبه البارون وخبأه بجيبه، ثم جاءت المرأة بالمركبة فعاونته على نقل الثلاثة إليها، وسار ميشيل بها وهم عليها، فأوقفها على قارعة الطريق على بعد غلوة من الفندق ثم تركهم هناك وعاد إلى القصر.
وعند الصباح أفاق الثلاثة، فوجدوا أنفسهم على مركبة نقل في الخلاء، وجعل كل منهم ينظر إلى صاحبه وهو يحسب نفسه في حلم، فبدءوا يتساءلون عما أصابهم، ويفكرون في ليلتهم الماضية إلى أن اتفق رأيهم على أن جانيا أثيما دس لهم المخدر في الشراب، لا سيما حين بحث كاستيليون على الصك فلم يجده. فقال شارنسون: من الذي تتهمه يا كاستيليون بهذه الفعلة؟
قال: إني أتهم ميشيل فهو الذي جاءنا بالشراب المخدر دون شك.
قال: ولكنا وعدناه بمائة ألف فرنك إذا صدق في خدمتنا.
أجاب : قد يكون البارون أعطاه أكثر من ذلك نقدا فآثر خدمته.
قال: إذن أنت تعتقد أنه هو الذي خاننا؟
Bog aan la aqoon