51

Abu Nuwas

أبو نواس: الحسن بن هانئ

Noocyada

أما الخطيئة العظمى عنده فهي البلادة، وعلامات الحضارة عنده اثنتان: الثقافة والفساد.

وذهب إلى أمريكا وعاد منها ينعي على قوم غاية البطولة في عرفهم أن يكون الرجل على غرار واشنطون لا يحسن أن يخلق لك كذبة واحدة.

وذهب إلى بلدة من بلاد إفريقيا الشمالية التي يغشاها طلاب الفراغ، وخرج منها وهو يقول لأندريه جيد: «غاية مناي أن أكون قد نجحت في إفساد هذه القرية».

وكتب ونظم وتحدث وعمل ليبشر بمذهب واحد يتكرر في صيغ مختلفة، وهو أن الفن والعلم منعزلان، وينبغي أن ينعزلا في مقاييس الأخلاق.

ومما يستوقف النظر غرام أوسكار وايلد بقصة نرجس في الأساطير الإغريقية، قبل أن يشتق منها النفسيون اصطلاحهم على عادات تلك الآفة الجنسية أو النفسية، فمن أحاديثه عن أندريه جيد أنه قال له ذات يوم بغير تمهيد: إنك تصغي بعينيك؛ ولهذا أقص عليك القصة التالية: «لما مات نرجس أصبحت بركته كأسا من الدمع المر بعد أن كانت من الماء الزلال، وأقبلت عليها الأزهار باكية عسى أن تغني لها وتغريها، فقلن لها حين رأين هذا. لا عجب أن تحزني حزنك على نرجس، فما كان أجمله وأحلاه.

فأجابت البركة: أو كان نرجس جميلا حلوا كما تصفنه!

قالت الأزهار: ومن ذا الذي يعرف جماله إن لم تعرفيه؟ لقد كان يمر بنا ولا ينظر إلينا، ولكنه ينحني عليك ويدمن النظر إليك، وفي مرآة مائك الجميل كان يستجلي بعينيه جماله هو في تلك المرآة.

وعادت البركة تقول: ولكنني أحببت نرجس إذ كان ينحني على حافتي وينظر إلي؛ لأنني كنت أنظر إلى عينيه فأرى جمالي متجليا في تينك العينين». •••

وما كان وايلد إلا ناظرا في أعماق سريرته حين لمح بواطن النرجسية، فلم يلمحها في نرجس وحده، بل لمحها في البركة معه، فإذا هي النرجسية متقابلة بمرآتين.

هذه هي النسخة العصرية من أبي نواس، وتمامها أن أوسكار وايلد كان يتصل بالجنسين، وكان متزوجا وله ولدان.

Bog aan la aqoon