قال: «سأوقظها بعد قليل، وإنما أريد أن أبوح إليك بأمر أرجو أن تساعديني عليه خدمة لمولاتنا.»
فقالت: «ماذا تريد؟»
قال: «إن مقتل الكرماني إنما كان بمسعاي أنا توطئة لمقتل ابنه؛ كي يرضى علينا أبو مسلم، فتنال مولاتنا ما تتمناه.»
قالت: «أنت سعيت في قتل الكرماني؟ لله ما أقدرك! والآن تريد أن تقتل ابنه! وكيف تستطيع ذلك؟»
فضحك وقال: «لا أستطيع ذلك إلا بمساعدتك.»
فبغتت وقالت: «لعلي من أهل السيف؟»
قال: «إن القتل لا يكون بكثرة الجند يا ريحانة، وإنما ينال الإنسان ما يريد بالدهاء والصبر، وأنا الآن آت من عند أبي مسلم، وقد وعدته بقتل ابن الكرماني؛ لأنه أصبح يتوقع ذلك منا منذ لقيته للمرة الأولى وخاطبته بشأن مولاتنا الدهقانة؛ إذ أخبرته بأنها ستكون عونا له في نجاح مهمته، وليس ثمة ما يسهل عليه تلك المهمة أكثر من قتل آل الكرماني؛ لينفرد هو بالقوة ويتغلب على من بقي من جنود العرب. ولا يتم له ذلك إلا بهذه الطريقة.»
فأجفلت ريحانة لذلك الطلب، وسكتت ولم تحر جوابا.
فلما رآها ساكتة وقف وقال: «دعيني أذهب إلى مولاتي جلنار؛ فإنها أعلم منك بأهمية هذا الطلب.»
فوقفت وهي تقول: «لا أظن أن الدهقانة توافق على قتل رجل يتفانى في حبها إلى حد العبادة بلا ذنب اقترفه نحوها، ولا هي تعودت القتل. امكث هنا ريثما أوقظها ثم أدعوك.» وتركته ومضت، ثم عادت ونادته فتبعها والسراج بيدها حتى دخلت غرفة جلنار؛ وكانت قد جلست في الفراش والتفت بالمطرف، فدخلت ريحانة وكانت قد أخبرتها بمجيء الضحاك، فلما دخلت سألتها عنه فنادته، فدخل ووقف متأدبا، فأمرته بالجلوس فجلس على طنفسة صغيرة عليها رسوم فارسية ملونة، وجعل ركبتيه تحته؛ وهي جلسة التأدب عندهم.
Bog aan la aqoon