Abu Muslim Khurasani

Joorji Zaydaan d. 1331 AH
181

Abu Muslim Khurasani

أبو مسلم الخراساني

Noocyada

فبهتت جلنار وريحانة ولم تفهما سبب وثوبه وبغتته، فقالت جلنار: «ما بالك يا صالح؟ لماذا فعلت ذلك؟»

فوقف بين يديها والغيظ يكاد يتقطر من شفتيه وقال: «لم يبق لنا مقام هنا؛ فقد افتضح أمرنا. خدعكم ذلك اليهودي الخبيث واستطلع أسراركم. لعنك الله يا إبراهيم، ولعن الساعة التي رأيتك فيها.»

فابتدرته ريحانة قائلة: «ليس هو إبراهيم، وإنما هو حاييم.»

فقال صالح: «بل هو إبراهيم اليهودي؛ خازن أبي مسلم الذي سقاني السم كما سقى ابن الكرماني وهو يرقص بجلد الدب. هذا هو بعينه، وقد رأيته في هذا الصباح خارجا من عند أبي سلمة، بعد أن كشف له عن سره أيضا، ولولاكما لم يستطع ذلك؛ لأنكما ساعدتماه على استطلاع حقيقة خبري، فساعده ذلك على خداع أبي سلمة حتى توهم فيه القدرة على معرفة الغيب، فباح له بأسراره.»

قال ذلك وهو يخطر في الغرفة جيئة وذهابا، وجلنار وريحانة تتشاوران كأنهما تندمان على الثقة بذلك العراف، وقد تولتهما الدهشة وجمد الدم في عروقهما، وغلب الخوف على جلنار حتى ترقرقت الدموع في عينيها، وساءها أن تكون هى السبب في كشف ذلك السر، فتتحمل تبعة ما يترتب على كشفه من الأذى - وليس على الإنسان أثقل وطأة من تلك التبعة ولو تحملها من نفسه على نفسه - فلما رآها صالح في ذلك الاضطراب، أراد أن يخفف عنها فقال: «ولكنني سأدبر تدبيرا حسنا وأقتله أفظع قتلة، وكل آت قريب.»

فقالت ريحانة: «وكيف تقتله؟»

قال صالح: «قد أطلعت أبا سلمة على حقيقة أمره فأنفذ بعض العيارين للقبض عليه حيا أو ميتا.»

الفصل الثامن والستون

استيقظ قلبها

فلما قال صالح ذلك لاحظ أن جلنار تنظر إلى ريحانة نظرة استحثاث كأنها تدعوها إلى التصريح بشيء تخجل هي من ذكره، فاستغرب ذلك منها وقد كان يتوقع فرحها بما ترجوه من القبض على العراف أو قتله، فنظر إلى ريحانة وقال: «ما بالي أراكما تترددان؟ هل أخطأت في رأيي في سرعة القبض على هذا الخبيث؟»

Bog aan la aqoon