قال الدهقان: «وهل أستطيع غير ذلك؟»
قالت جلنار: «ومتى تذهب؟»
قال الدهقان: «ربما ذهبت غدا.»
قالت جلنار: «ألا تحمل إليه الهدايا والأموال؟»
قال: «لا بد من ذلك؛ لأن الرجل أصبح ملك خراسان، وأظن أن دعوته ناجحة لا محالة، فيجب أن نبذل كل جهدنا في التقرب منه. وأرجو أن تساعديني على ذلك.»
قالت جلنار: «إذا كنت أستطيع مساعدة فإني فتاتك ورهن إشارتك.»
قال: «وأبو مسلم إذا أطعتني فيه لم يبق شك في فوزنا على يده؛ لأن النصر قد تقرر له. وقد أخبرني الرسول حامل الكتاب أن الخوارج أجلوا عن مرو، ورجال الكرماني الذين بقوا أحياء بعد موت قائدهم انضموا إلى جند أبي مسلم، وهو الآن زعيم القوم وأمير مرو، ولا يلبث أن تذعن له سائر بلاد خراسان وما وراءها؛ لأن رجاله لم ينفكوا وهو محاصر مرو يفتحون البلاد، ويضمون إليهم العباد، يبايعون لأهل البيت ويلبسون السواد؛ فالتقرب منه مفيد، ولا أظنك تخالفينني فيه؟»
فأدركت أنه يشير إلى أمر زواجها به، فقالت وقد أشرق وجهها سرورا، رغم ما تكلفته من السذاجة: «إذا كنت لم أخالفك في ابن الكرماني وهو بعيد عنا جنسا ولغة، فكيف برجل خراساني وهو كما وصفته؟! فإذا أمرتني أطعتك.»
قال: «بورك فيك من ابنة مطيعة حكيمة.» وضمها إلى صدره وقبلها ثم قال: «سأذهب إليه في الغد، وسأغتنم أول فرصة لمخاطبته في شأنك. ثم أبعث إليك فتأتي في موكب يليق بمقامنا.»
فعلمت أنه لا ينوي اصطحابها، فرضيت بما أراده، وانتعشت آمالها، فأظهرت الارتياح إلى رأيه، ولكنها كانت تفضل الذهاب معه فقالت: «وماذا يحدث لو أنني سرت معك فأدخل مرو وأتفرج على مناظرها ريثما يتم لك ما تريد؟»
Bog aan la aqoon