قابلته في الصيف الماضي بإستامبول في فندق «يكي كوي بالاس» على شاطئ البوسفور، وكان يشكو المرض، ولكنه نزل إلى الصالون لاستقبال الأستاذ السيد أبو الوفا الشرقاوي وهارون سليم أبو سحلي باشا، وجاء بولده وهو لا يبلغ الثامنة فتلا من محفوظه ما تيسر من آي الذكر الحكيم.
وقال شيرين بك موجها كلامه إلى السيد: إن القرآن الشريف هو خير ما أعلمه لأولادي ذكورا وإناثا.
وسأل السيد أن يبارك الصبي، فقبله وباركه ودعا له بالخير.
ولم ينفع هواء إستامبول في رد الصحة والعافية إلى شيرين بك، فعاد إلى مصر عليلا سقيما. ولكنه لم يكن يحس بتحسن صحته حتى يأتي سراعا إلى إدارة المطبوعات لمزاولة عمله والإحسان إلى طالبي رفده.
الفصل الثالث عشر
الملاك ميخائيل
قل إن كنت تغشى، في شهر نوفمبر، بيتا من بيوت الأقباط الأرثوذكس حتى يقدم إليك «فطير الملاك» إلى جانب فنجان القهوة.
وفطير الملاك هو قربان زحل القديم أو بسطة النيل، إذ كان قدماء المصريين يعتقدون أن زحل هو الذي بيده زيادة النهر وما يتبع هذه الزيادة من خير.
وكان يوم 13 بئونة هو اليوم الذي تنتهي فيه تحاريق النيل، ثم تأخذ مياه النهر في الفيضان، فكان الآباء المحترمون يتقربون إلى زحل في هذا اليوم بالقرابين والذبائح ليبارك النهر ويزيد ماءه.
وتنصر قسطنطين ملك الروم في القرن الرابع للميلاد فأباح لأهل مملكته، ومنها مصر، أن يعلنوا نصرانيتهم ويستولوا على هياكل الأوثان؛ فعمد السكندروس بطريرك الأقباط التاسع عشر إلى هيكل السرابيوم في الإسكندرية وحوله إلى كنيسة، وحطم صنم زحل القائم أمامه، وجعل عيده عيدا باسم ميخائيل رئيس الملائكة، وأمر بأن ترفع باسمه القرابين التي كانت ترفع باسم زحل.
Bog aan la aqoon