Abu Hurayra
أبو هريرة راوية الإسلام
Daabacaha
مكتبة وهبة
Lambarka Daabacaadda
الثالثة، 1402 هـ - 1982
تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل، فإن وجدتموهما فاقتلوهما» (1).
وقد يرسله - صلى الله عليه وسلم - في سرية ويودعه، من هذا ما أخرجه ابن ماجه في باب تشييع الغزاة ووداعهم، بسنده عن أبي هريرة قال: ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه» (2).
ولم يترك أبو هريرة الجهاد في سبيل الله بعد وفاة الرسول الكريم وكيف يتركه؟ وقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل» (3)، كما سمع قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم» (4).
فإذا ما دعت الحاجة إلى الجاد، رأينا أبا هريرة في صفوف الجند يدافع في سبيل الله، وأول وقعة يحضرها أبو هريرة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هي حرب الردة، أخرج الإمام أحمد بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى» قال: فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر: والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلن من فرق بينهما، قال: فقاتلنا معه فرأينا ذلك رشدا (5). القائل هو أبو هريرة.
فلما كانت الردة، قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كذا، وكذا، فقال أبو بكر: والله لا أفرق بين الصلاة، والزكاة، ولأقاتلن من فرق بينهما، قال: فقاتلنا معه فرأينا ذلك رشدا (5). والقائل هو أبو هريرة».
Bogga 93