105

Abu Hurayra

أبو هريرة راوية الإسلام

Daabacaha

مكتبة وهبة

Lambarka Daabacaadda

الثالثة، 1402 هـ - 1982

العظام، وطبعي أن نراه في منزله رفيعة سامية، بعد أن عاش سنوات مع الرسول الكريم لا يفارقه فيها، يتخرج في حلقاته، وينهل من علمه.

وقد عرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرص أبي هريرة على الحديث، فكان كثيرا ما يحدثه، من هذا ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لبعض أهل المدينة، فقال: «يا أبا هريرة، هلك المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - ثلاث مرات: حثا بكفه عن يمينه وعن يساره وبين يديه -، وقليل ما هم» ثم مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟» فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه» ثم مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة، هل تدري ما حق الناس على الله؟، وما حق الله على الناس؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم» (1)، وغير ذلك من الأخبار التي تؤكد كثرة تحمله عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

...

أمله علم لا ينسى:

جاء رجل إلى زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة، وفلان في المسجد، ذات يوم ندعو الله، ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: «عودوا للذي كنتم فيه» قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة، فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

Bogga 109