حاز العلوم والحكم
كان قصارى أمره
أن انتهى إلى بكم (12) الدرص بتثليث الدال المهملة وسكون الراء وبعدهما صاد مهملة: ولد الكلب، وكذلك الجرو مثلث الأول. (13) السمع بكسر السين المهملة وسكون الميم وبعدهما عين مهملة، أورده الناظم على أنه من أسماء ولد الكلب، نقلا عن الصولي. والذي في مادة «س م ع» من كتب اللغة أنه سبع مركب، وهو ولد الذئب من الضبع، ومن أمثالهم: «أسمع من سمع» وممن السمع: الأزل. قال:
تراه حديد الطرف أبلج واضحا
أغر طويل الباع أسمع من سمع
ثم رأيت في مادة «خ ي ه ف ع» من اللسان أنه ولد الكلبة من الذئب نقلا عن الأزهري، ورأيت أيضا في جزء للناظم سماه «التهذيب في أسماء الذيب» أن السمع بين الذئب والكلب. وأبو خالد: من كنى الكلب، ذكره الناظم في المزهر، وقال أبو السعادات المبارك بن الأثير في المرصع: أبو خالد هو الكلب، من قولك: أخلد الرجل بصاحبه إذا لزمه، وأخلد بالمكان إذا أقام به. وهو كنية الثعلب أيضا. انتهى.
قلت: وللكلب كنى أخرى سنذكرها فيما استدركناه على الناظم بعد تمام الشرح. (14 و15) في نسختين من الأصل بإسقاط لفظة «أيضا» من عجز البيت، فيصير الشطر: «وكلبة قيل لها كساب»، ولا بد في هذه الحالة من كسر باء كساب للوزن، وهو مع هذا لا يلتئم مع الصدر؛ لأن العروض دخلتها إحدى علل الزيادة وهي التذييل، ودخوله في الرجز مغتفر للمولدين. والبيت مصرع، ولا بد في التصريع من مطابقة الضرب للعروض في الوزن والقافية؛ فلهذا اضطررنا لزيادة «أيضا» مع التنبيه عليها في الشرح ليلتئم الشطران في الوزن. ويمكن أن يقال بإسقاطها:
ونقلوا الزهاد للكلاب
وكلبة قيل لها كساب
إلا أن احتمال سقوط لفظة من قلم الناسخ سهوا أقرب من تغيير «الزاهدون» بالزهاد. أما وصف الكلب بالزهد، فقد وقفت في مجموع على رسالة في خصال الكلب المحمودة، تنسب للحسن البصري، جاء فيها ما نصه: «الخصلة الرابعة، أنه إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من أخلاق الزاهدين». وكنت في ريب من أمر هذه الرسالة، حتى رأيتها في نفح الطيب مسوقة في ترجمة أبي عبد الله الراعي الغرناطي، وذكر أنه أوردها في باب العلم من شرحه على الألفية، منسوبة للحسن البصري. والله أعلم.
Bog aan la aqoon