قد أهابت بنا فإن لم نجرها
ففراقا طول المدى يا حسامي (ثم يضرب بالسيف في الفضاء إلى أسفل).
الفصل الثاني
المنظر
يزاح الستار عن رحبة براح وراءها جدار عزبة قصير، فيه باب ذو مصراع واحد من الخشب، ووراء الجدار بستان تلوح منه أشجار توت، يظهر من ورائها بنيان بيت صغير، وراءه وحوله في «الفندو» بيوت صغيرة للفلاحين، وإلى جانب الباب دكة من الخشب ذات مسند وقد فرش عليها شريط من الحصير، وضعت عليه وسادة وراءها حشية وإلى المسند حشية مثلها، ويرى إلى اليمين بالنسبة للمتفرج طريق على رأسها شجرة صفصاف وإلى اليسار طريق على رأسها ساقية:
يخرج برنار صاحب العزبة من باب الجدار على مهل، وهو رجل في السبعين من عمره لم تقوس ظهره السنون إلا قليلا، ولكنه أبيض شعر الرأس واللحية والشارب. لباسه لباس فلاح فرنسي متمصر وعلى رأسه كلوتة سوداء رقيقة، وقد ارتدى عباءة أشبه بالجبة من صوف سميك اتقاء البرد، وتكون في يده عكازه ساعة دخوله، وإذا فتح الباب تركه مفتوحا، وأخذ ينظر في المكان. والوقت بعد الفجر بقليل ثم تبزغ الشمس شيئا فشيئا فيستضئ المكان.
برنار (يجلس على الوسادة ثم ينادي) :
ماري (يصفق)
ماري، أين ماري يا ترى؟ لعلها تصلي الآن للعذراء. (يصفق)
أو لعلها ذهبت تسقي البقر، الرب وأمه يباركان لي فيها.
Bog aan la aqoon