كان السؤال مباغتا للغاية فألجمهم لوهلة. نظر كل منهم إلى الآخر وكأنما يتساءلون من منهم سيبتدئ الحديث.
كان رولف هو من أجاب: «صعد الحاكم إلى السلطة عن طريق الانتخاب، لكن مضى على ذلك خمسة عشر عاما. ومنذ ذلك الحين، لم يجر أي انتخابات. يدعي أنه يحكم بإرادة الشعب، لكنه في الواقع طاغية مستبد.»
قال ثيو بأسلوب جاف: «إن كان أحد على استعداد لإبلاغه تلك الرسالة فسيكون رسولا شجاعا.»
قال جاسكوين: «كما أن حرس الجرينادير يمثلون جيشه الخاص. فهم يؤدون قسم الولاء له. ولم يعودوا يخدمون الوطن بل يخدمونه هو. لا يحق له أن يستغل الاسم. كان جدي جنديا في حرس الجرينادير. أخبرني أنهم كانوا أفضل فرقة في الجيش البريطاني.»
تجاهله رولف، وتابع قائلا: «كما أن ثمة أمورا يمكن أن يفعلها دون أن يضطر للانتظار حتى تجرى انتخابات عامة. فبإمكانه أن ينهي برنامج اختبار الحيوانات المنوية. فهو مضيعة للوقت ومهين وعلى كل حال لا أمل يرجى منه. وبإمكانه أن يترك للمجالس المحلية والإقليمية اختيار رؤسائها. سيكون ذلك على الأقل بداية للديموقراطية.»
قال لوك: «ليس اختبارات الحيوانات المنوية فحسب. يجب أن يوقف الفحوصات النسائية الإلزامية. فهي مهينة للنساء. كما نريده أن يضع نهاية لفعاليات الراحة الأبدية. أعرف أنه من المفترض أن يكون جميع المسنين المشاركين بها قد تطوعوا لذلك. ربما كان الأمر كذلك في بداياتها، وربما لا يزال بعض منهم كذلك. لكن هل سيرغبون حقا في الموت إن منحناهم أملا؟»
شعر ثيو برغبة عارمة في أن يسأله: «أمل في ماذا؟»
قاطعته جوليان قائلة: «كما أننا نريد أن يفعل شيئا بخصوص العمال الوافدين. هل تعتقد أن من الصواب أن يصدر أمر رسمي بمنع أوميجيينا من الهجرة؟ نحن نستقدم الأوميجيين والشباب من البلدان الفقيرة كي يقوموا عنا بالأعمال الشاقة من تنظيف للمجاري ورفع للقمامة ورعاية للمقعدين والمسنين.»
قال ثيو: «هم من يتهافتون للقدوم، على الأرجح لأنهم ينعمون بمستوى معيشة أفضل هنا.»
قالت جوليان: «بل يأتون كي يجدوا ما يسد رمقهم. ثم عندما يصبحون طاعنين في السن - الستون هو السن الأقصى، أليس كذلك؟ - يرحلون إلى بلادهم شاءوا أم أبوا.» «ذلك شر تقع مسئولية معالجته على بلدانهم. بإمكانهم أن يبدءوا بإدارة شئونهم بطريقة أفضل. على أي حال، أعدادهم ليست بالكبيرة. فهي مقيدة بحصة، ويتحكم بعناية في أعداد المقبولين منهم.» «ليس بحصة فحسب، بل بشروط صارمة أيضا. فيشترط أن يكونوا أشداء وأصحاء وليس لهم أي سوابق جنائية. نحن نأخذ خيرتهم ثم نطردهم إلى بلدانهم عندما لا يعود ثمة حاجة إليهم. ومن يحصل على خدماتهم؟ ليس أكثر الناس حاجة إليهم. بل أعضاء المجلس وأصدقاؤهم. ومن يعتني بالأوميجيين الأجانب أثناء إقامتهم هنا؟ هم يعملون لقاء أجر زهيد، ويسكنون في مخيمات، ويعزل رجالهم عن نسائهم. نحن حتى لا نمنحهم الجنسية؛ هذا نوع من أنواع العبودية المقننة.»
Bog aan la aqoon