قاطعها رولف بنفاد صبر وبنبرة صارمة: «لا علاقة للأمر بالدين أو بالمسيحية. على الإطلاق!»
تابعت مريام حديثها وكأنها لم تسمعه: «يلتقي العديد من غريبي الأطوار في الكنائس. ما نحن إلا جماعة من بين جماعات كثيرة منهم. لا أحد يطرح علينا أي أسئلة. وإن حدث، نقول إننا «نادي كرانمر». نجتمع كي نقرأ ونتدارس كتاب الصلاة المشتركة القديم.»
قال جاسكوين: «هذا غطاؤنا.» قالها ببهجة طفل اطلع على سر من أسرار الكبار.
التفت إليه ثيو. «حقا؟ ماذا إذن سيكون ردكم إن طلبت منكم شرطة الأمن الوطني تلاوة دعاء «الأحد الأول من المجيء»؟» ثم أضاف بعد أن لاحظ وجل عدم الفهم عليه: «هذا ليس غطاء مقنعا.»
قالت جوليان بهدوء: «قد لا تكون متعاطفا معنا، لكن لا داعي لأن تزدرينا. ليس الهدف من غطائنا هذا خداع الشرطة. فشرطة الأمن الوطني إن بدأت تلتفت إلينا، فلن يحمينا منها أي غطاء. سيقضون علينا في عشر دقائق. نحن نعرف ذلك. ذلك الغطاء يمنحنا سببا أو ذريعة للاجتماع بانتظام في الكنائس. نحن لا نعلنه. لقد وضعناه كي نستخدمه عند الحاجة، إن سألنا أحد.»
قال جاسكوين: «أنا أعرف أن الصلوات تدعى «أدعية». هل تحفظ الدعاء الذي سألتني عنه؟» لم يكن في صوته نبرة اتهام، بل مجرد فضول.
قال ثيو: «لقد تربيت على كتاب الصلاة القديم. لا بد أن الكنيسة التي كانت أمي تأخذني إليها وأنا طفل كانت من آخر الكنائس التي استخدمته. كما أني أستاذ تاريخ. وأنا مهتم بالكنيسة الفيكتورية، وبالطقوس الدينية القديمة وأشكال العبادة التي بطل استخدامها.»
قال رولف بنفاد صبر: «كل هذا غير مهم. كما قالت جوليان، إن اعتقلتنا شرطة الأمن الوطني فلن يضيعوا الوقت في استجوابنا حول التعاليم الدينية القديمة. لسنا في خطر حتى الآن، إلا إذا خنتنا. فماذا فعلنا حتى الآن؟ لا شيء سوى الكلام. قبل أن نفعل شيئا، ارتأى اثنان منا أنه قد يكون من الحكمة أن نقدم التماسا بمطالبنا لحاكم إنجلترا، ابن خالتك.»
قالت ميريام: «ثلاثة منا. كان ذلك قرار الأغلبية. فقد وافقت لوك وجوليان. ارتأيت أن الأمر يستحق المحاولة.» تجاهلها رولف مرة أخرى. «لم يكن استدعاؤك إلى هنا فكرتي. سأكون صريحا معك. أنا لا أملك سببا يدعوني للوثوق بك، ولا أرغب في وجودك بالأساس.»
رد ثيو: «هذا يجعلنا متعادلين فأنا لم أرد الحضور بالأساس. تريدون مني أن أتحدث مع الحاكم. لم لا تتحدثون معه بأنفسكم؟» «لأنه لن يسمع لنا. لكنه قد يسمع لك.» «وإن وافقت على مقابلته، وإن سمع لي بالفعل، فما الذي تريدون مني قوله؟»
Bog aan la aqoon