وعن حذيفة بن أسيد الغفاري ﵁ قال اطلع علينا رسول الله ﷺ ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات» الحديث وفيه «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» رواه الإِمام أحمد وأبو داود الطيالسي ومسلم وأهل السنن وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن واثلة بن الأسقع ﵁ عن النبي ﷺ نحوه رواه الطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه.
وعن عبد الله بن عمر ﵄ قال قال رسول الله ﷺ «ستخرج نار من حضرموت أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس» قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال «عليكم بالشام» رواه الإِمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر ﵄.
وفي هذا الحديث دليل على أن أرض الشام هي أرض المحشر، وعن عمر ﵁ أنه قال «تخرج من أودية بني علي نار تقبل من قبل اليمن تحشر الناس تسير إذا ساروا وتقيم إذا أقاموا حتى إنها لتحشر الجعلان حتى تنتهي إلى بصرى» رواه ابن أبي شيبة، وله حكم الرفع لأن فيه إخبارًا عن أمر غيبي وذلك لا يقال من قبل الرأي وإنما يقال عن توقيف، وبصرى من أرض الشام.
وفيما ذكرته من الآيات والأحاديث أبلغ رد على من أنكر أن تكون الشام أرض المحشر، وفيها أيضا أبلغ رد على من زعم أن الأحاديث الواردة في ذلك إنما قيلت إرضاء لبني أمية.
وأما الأبدال فقد جاء فيهم أحاديث كثيرة ولا يصح منها شيء، وقد روى الإِمام أحمد في مسنده حديثين منها أحدهما عن عبادة بن الصامت ﵁ وقال فيه أحمد هو منكر، والثاني عن علي ﵁ وفية انقطاع، وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه «المنار المنيف» أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله ﷺ، وأقرب ما فيها «لا تسبوا أهل الشام فإِن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر» ذكره أحمد ولا يصح أيضا فإِنه منقطع انتهى.