فأمّا ما ذكروه (^١) أنّ أوّل من دوّن الحديث ابن شهاب الزُّهري في سنة مائة أو نحوها، بأمر عمر بن عبد العزيز، وبعث به عمر إلى كل أرضٍ له عليها سلطان (^٢)؛ فلا أدري أمُرتَّبًا كان ذلك الكتاب أم لا؟!
فأمّا التأليف في أحوال الرجال؛ فإنّه تأخر قليلًا، وقد ذكر ابن النديم، أنّ لِلَّيث بن سعد (٩٤ ــ ١٧٥) "تاريخًا"، وأنّ لابن المبارك (١١٨ ــ ١٨١) "تاريخًا" (^٣).
وقال الذهبي في ترجمة الوليد بن مسلم الدّمشقي (١١٩ ــ ١٩٥): "صنّف التصانيف والتواريخ" (^٤).
ثمّ ألّف ابن معين وابن المديني وغيرهما؛ واتّسع التأليف جدًّا.
ولكن في القرن العاشر وهَلُمّ جرًّا تقاصرت الهمم، وهُجِرَ علم الرجال، فقلَّ من بقي يعتني بقراءة كتب الرجال أو نسخها أو نشرها.
فأمّا التأليف، فأقلّ وأقلّ، الّلهم إلا أن يجمع أحدهم تراجم لبعض المجاذيب والدّراويش يملؤها بالخوارق، أو يجمع آخرُ تراجمَ لبعض