أركان الإسلام المتقدمة فهي واجبات عينية، وحقوق لله لا تتخلف، ولكن الصلاة من بين تلك الأركان تتميز بصفة الدوام، لأن الصوم لا يجب إلا للمستطيع، والحج لا يلزم إلا من وجد إليه سبيلا، والزكاة لا يخرجها إلا من ملك النصاب، أما الصلاة فلا تسقطها أعذار الطاقة، وإنما تخفف أركانها لرفع الحرج، ويبقى أصلها لألا تتخلف معانيها الجليلة١.
الصلاة تجمع جميع أركان الإسلام:
وتكاد الصلاة تكون جماعا لأركان الإسلام، وذلك لاشتمالها على الشهادتين في التشهد الأول والأخير، والصلاة ذاتها زكا يومية، فالمصلي يبذل من وقته لأداء الصلاة، في حين يحتاج إلى هذا الوقت لأداء عمل يستفيد منه في تحصيل مال الذي سيزكي عنه، فعندما يصلي، ينفق من وقته، الذي هو أصل المال، فكما٢ أن الزكاة طهرة للمال، فكذا الصلاة طهرة للأوقات، وطهرة للإنسان مما يرتكبه من معاص في أوقاته، وفجوات الأزمان التي بين صلواته، وكفى على ذلك شهيدا قوله ﷺ: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيئا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بها الخطايا" ٣.
بل تتعدى الصلاة لتكون تمهيدا للنفس وإعدادا لها