المسألة الثانية: عمله بالرعي والتجارة.
إن الاشتغال بالرعي والتجارة من المهن الفاضلة التي عرفت عند العرب في الجاهلية والإسلام، وكان أفضل الخلق نبيّنا محمّد ﷺ ممن عمل برعي الغنم. قال ﷺ: "كنت أرعاها على قراريط (^١) لأهل مكة" (^٢).
وأمّا التجارة فقد اشتهرت بها قريش وأصبحت من قبائل العرب التي امتازت على غيرها بالغنى والثراء الذي كان مصدره الثروة المالية من الذهب والفضة وغيرها من الأقمشة والعطور إضافة إلى الإبل والغنم والخيل (^٣).
وامتن الله ﵎ على قريش بهذه النعمة وهي تجارتهم إلى بلاد الشام واليمن، قال تعالى: ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ (^٤).
فكانوا يقومون برحلة الشتاء إلى اليمن للتجارة ورحلة الصيف إلى
(^١) قراريط: جزء من الدينار أو الدرهم. ابن حجر/ فتح الباري ٤/ ٤٤١.
(^٢) رواه البخاري/ الصحيح/ فتح الباري ٦/ ٤٣٨، ٩/ ٥٧٦، ومسلم/ الصحيح/ شرح النووي ١٤/ ٥ - ٦.
(^٣) انظر: حسين مؤنس/ تاريخ قريش ص: ١٩٤.
(^٤) سورة قريش.