69

...

وقفات مع كتاب المراجعات

Noocyada

وزيادة (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) - كما قلت - إن صحّت فهي ضد الشيعة لا معهم، لأنه فيها (من كنت مولاه فعلي مولاه) تدل على المحبة والمودة لذلك قال (وال من والاه وعاد من عاداه) فهي شرح لقوله (من كنت مولاه فعلي مولاه)، ثم كلمت (مولى) تدل على ماذا؟ نسمع كلام ابن الأثير – ﵀ – يقول: (المولى: يقع على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر) وهذا في [النهاية في غريب الحديث ج٥ ص ٢٢٨]، فهذه معاني المولى كما ذكرها ابن الأثير في [النهاية في غريب الحديث] . ثم إن الحديث ليس فيه دلالة على الإمامة لأن النبي ﷺ لو أراد الخلافة لم يأت بكلمة تحتمل كل هذه المعاني التي ذكرها ابن الأثير، والا كان يقول: عليّ خليفتي من بعدي..!! أو: علي الامام من بعدي، أو: إذا متُّ فاسمعوا وأطيعوا لعلي بن أبي طالب، ولكن لم يأت النبي ﷺ بهذه الكلمة الفاصلة التي تنهي الخلاف – إن وُجد – ولكن قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، لهذا قال النوري الطبرسي – أحد كبار علماء الشيعة -، قال: (لم يصرح النبي ﷺ لعلي ﵇ بالخلافة بعده بلا فصل في يوم الغدير، وأشار إليها بكلام مجمل مشترك في معان يحتاج تعيين ما المقصود منها إلى قرائن) وهذا في [فصل الخطاب ص ٢٠٥ – ٢٠٦] . ثم إن الله ﵎ يقول (مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) فسماها مولى، وذلك لشدة الملاصقة والاتحاد مع الكفار – أعاذنا الله واياكم منها.

1 / 69