استمر زربة في بناء العديد من المساجد في منطقة الحجرية، وأحيانا في أبين، ولحج ... كان يصطحب معه رفيقه ناجي المقشش، وصادق العردان الذي أصبح بناء، أما شماس المطين وسالم الحطاب فقد انتهى عهدهما بعد استبدال الطين بالإسمنت، والأخشاب بالحديد. كذلك كان لا ينسى سعد الوطواط، على الرغم من عادته القديمة في التفتيش عن عيوب بناء زربة، ويخبر أرباب العمل بها، لكن بناء المساجد لم يكن هناك عليه رقابة كبيرة. حين كان زربة يبني مسجدا في مدينة لحج برفقة الوطواط، حضر عقد قران العامل عبده ناجي بزوجته الثانية نرجس، أرملة أحد الذين سقطوا قتلى أثناء حرب الانفصال في صيف (1994م)، عمرها ثلاثون عاما ولديها ولد، جدتها صومالية. عرض زربة على الوطواط، أن يعطيه خمسة آلاف ريال ليكتم سر زواج عبده ناجي بنرجس، ويقسم اليمين على ذلك، لكن الوطواط رفض العرض وقال: أقولك يا زربة ما شقدرش أنا أعرف نفسي.
كان زربة يعرف أن الوطواط لن يكتم السر، ولو دفع له أكثر من ذلك. فكتم السر في أمر كهذا يسبب له حرقة في المعدة. بدأت أسنانه تؤلمه أثناء أكل الحلاوة ولم يذهب إلى الطبيب فقد اعتاد على الألم. كانت أول زيارة إلى الطبيب بسبب إسهال وقيء شديد أقعده عن العمل؛ وذلك بسبب القات الذي كان يمضغه بعد شرائه مباشرة دون غسله بالماء لإزالة المواد الكيماوية العالقة فيه، التي تساعد على نمو الأغصان سريعا. عالجه الطبيب بحقنة شرجية وغسيل للمعدة، وأخبره بأن القات أحد أسباب أمراض الكبد والسرطان، والبواسير وارتفاع ضغط الدم، ونصحه بعد خروجه من المستشفى بتناول سندوتش واحد في كل وجبة لمدة ثلاثة أيام. ضحك زربة وقال: يا دكتور، السندوتش قبل الأكل أو بعده.
خرج من عند الطبيب يقول لأصدقائه: بالله عليكم هذا طبيب! يمنعني من اللحمة والقات.
بعد شهرين من زواج عبده ناجي بنرجس، أخبر زملاءه من العمال أنه عاد إلى بيته فراءها تضحك مع رجل لا يعرفه، غضب منها، فقالت له: هاد
43
ابن عمي، أيش
44
في يا رجال لو ضحكت معه؟ - كنت معه بثياب النوم يا نرجس. - يا دحباشي أنت ليش متخلف، هو مثل أخي.
خرج عبده ناجي من عندها وقد طلقها. لم يعجب هذا نرجس فكانت تذهب إلى مقر عمله فتشتمه أمام العمال لعدم ثقته فيها وعلى تخلفه.
17
Неизвестная страница