23
وشلوا
24
الضفع
25
وجروا يتسابقون. وصل كل واحد وبيده ضفعة كبيرة وكانت شتحدث مضرابة،
26
كل واحد يرمي بضفعته على النوارة من بعيد، لما انطفأ ضوء النوارة. شكوا أن الثعبان هرب بها. عرفوا بعد يومين أن عمي هو عمل المقلب ، ضحكوا على أنفسهم. كان الناس زمان يصدقوا كل حاجة، حتى الإمام أحمد لما كذب على الناس وقال الجني حق شيخروج، صدقوه.
في الليلة الثالثة، لم يكن زربة يسرد الحكايات، كان جمال عمر يحكي حكايته هو. بقوا تلك الليلة مشدودين لسماعها، وأخذ جمال عمر يتحدث بوجه حزين. قال: كنت جنديا في معسكر الصاعقة، في سرية يقودها محمد مدهش كان منتسبا لحزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن. كنا نمشي في الشارع ونحن نرتدي بدلة الصاعقة، نشعر أننا أبطال، والناس تنظر إلينا بهيبة واحترام. تدربنا تدريبا قاسيا على مختلف أنواع القتال والسلاح، كانت أصواتنا تخيف أنصار الملكيين أثناء التدريب. كانت فرقنا تتوزع في كل الجبهات أثناء القتال لصد هجوم الملكيين على صنعاء؛ لشحذ همم الجنود الآخرين. كان النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب يطوف على كل الجبهات باستمرار ينادينا بالوحوش، فتشتد عزيمتنا أكثر. كانت الإمبريالية العالمية تظن أننا لن نصد هجوم الملكيين على صنعاء، بخطتهم اللعينة المسماة «الجنادل» التي وضعها الجنرال «كواندا» الذي كان يعمل مسئول المخابرات الأمريكية في الجزيرة العربية، هو ومساعده المرتزق بوب دينار. أثناء القتال انسحبت السفارات الأجنبية؛ ما عدا: روسيا، الصين، سوريا، الجزائر وهرب الكثير من المسئولين اليمنيين إلى الخارج؛ خوفا من أن يحدث لهم كما حدث لقيادات الثورة الدستورية عام (1948م). كانت الطائرات ميج 17 الروسية الصنع، التي تقلع ليلا من مطار الحديدة وتقصف مواقع الرجعيين تشد من عزيمتنا، وأخافهم أيضا الجسر الجوي الروسي، الذي كان بمعدل 18 طائرة في اليوم إلى مطار الحديدة، من أسلحة ومعدات حربية وقاذفات اليوشن.
حك سالم الحطاب رأسه وسأله فجأة: ما تحس بالذنب من القتل؟ - في المعركة لا يشعر الجندي بالذنب على قتل الخصوم، فهو يجردهم من إنسانيتهم ويراهم هدفا يجب التخلص منه وينال مكافأة على ذلك، كالمحققين في المعتقلات الذين يقومون بتعذيب المعتقلين؛ لنزع الاعترافات منهم. لكنني حين كنت أمر أمام جثثهم المبعثرة، كنت أشعر بالحزن، فبعضهم كان يقاتل من أجل قوته، وليس مثلنا من أجل حماية الثورة وبناء الوطن ، وفي الأخير كلنا نحن يمنيون . بعد أن دحرنا الملكيين وعملاءهم الرجعيين عن صنعاء، وهزيمتهم في منطقة حضور، بقيادة إبراهيم محمد الحمدي، عاد الكثير من المسئولين الذين في الخارج، يحتفلون بالنصر وحدث الاختلاف بين اليمين واليسار، وتمترس كل في معسكره وجرحت أثناء قتالنا فيما بيننا نحن الثوار ...
Неизвестная страница