112

الجزء الثالث عشر (ملك - حرس - سجان)

ملك (لنفسه) :

لا أدري ما الذي مال بي إلى هذه الصبية، وحرك بي نحوها المحبة والحنية، ألكونها مظلومة أم غير ذلك؟ لا أعلم.

ملك :

ومن أين استدلت على السم؟

سجان :

هي أرسلتني لآتيها به بقولها إنه علاج ينفعها، إنما الصيدلي حذرني منه بقوله إنه سم، ولما علمت بذلك سعيت بإبداله.

ملك :

أحسنت، ولكن كان الواجب أن تعلمها؛ حيث ربما فعل بها الخوف ما كانت تنتظر أن يفعل السم لتأكدها أن في الكأس سما، ومع ذلك فقد كان ما كان ولا بد لي من الوقوف على أحوال هذه الصبية بالتفصيل، ثم أسعى بإرجاع حبيبها وإصلاح أحوالهما مقابلة لما قاسياه من ظلم إسكندر. آه يا إسكندر، كم تمرمرني بتصرفاتك التي لا تليق بابن ملك نظيرك. كيف هذا؟ أنا آمر بالعدل والإنصاف وأنت تظلم وتجور في الرعية! أنا أوصي بالحلم والرفق وأنت تخالفني بالبغي والتعدي! سعيد هو الملك الذي يتخذ العدل والحلم دستور أعماله، وسعيد بذلك شعبه. نعم نعم، إذا كان العدل أساس الممالك فبالحلم يتوطد. ما هذا الضجيج؟ (يسمع ضجيج من الخارج.)

الجزء الرابع عشر (ملك - حرس - سجان - إسكندر) (يدخل السجان راكضا بكل خوف وينطرح على أقدام الملك، وإسكندر وراءه مجردا سيفه كأنه يريد قتله، ويتوقف إذ يرى الملك وعلى وجهه لوائح الغضب والعبوسة.)

Неизвестная страница