461

فأمر رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم باليهوديين فرجما ، فغضب اليهود لذلك ، فنزلت».

( ثم يتولى فريق منهم ) طائفة منهم عن الداعي. وفي «ثم» استبعاد لتوليهم مع علمهم بأن الرجوع إلى كتاب الله واجب. ( وهم معرضون ) وهم قوم عادتهم الإعراض. والجملة حال من «فريق» ، وإنما ساغ لتخصصه بالصفة.

( ذلك ) إشارة إلى التولي والاعراض ( بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ) أي : قلائل ، أربعين يوما عدد أيام عبادتهم العجل ، أو سبعة أيام. يعني : جرأتهم على التولي والتعرض بسبب تسهيلهم أمر العقاب على أنفسهم ، لهذا الاعتقاد الزائغ والطمع الفارغ ، من خوف الخلود في النار ( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ) من أن النار لن تمسهم إلا أياما قلائل ، أو أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم ، أو أنه تعالى وعد يعقوب عليه السلام أن لا يعذب أولاده إلا تحلة القسم ، أو أنهم أبناء الله وأحباؤه.

( فكيف ) يصنعون ( إذا جمعناهم ليوم ) أي : لجزاء يوم ( لا ريب فيه ) أي : لا شك في وقوعه لمن نظر في الأدلة. فهذا استعظام لما يحيق بهم في الآخرة ، وتكذيب لقولهم : ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ).

روي عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : «أن أول راية ترفع يوم القيامة من رايات الكفار راية اليهود ، فيفضحهم الله تعالى على رؤوس الأشهاد ، ثم يأمر بهم إلى النار».

( ووفيت كل نفس ما كسبت ) جزاء ما كسبت ( وهم لا يظلمون ) الضمير يرجع إلى «كل نفس» على المعنى ، لأنه في معنى : كل إنسان.

وفي الآية دلالة على أن العبادة لا تحبط ، وأن المؤمن لا يخلد في النار ، لأن توفية جزاء إيمانه وعمله الصالح لا تكون في النار ولا قبل دخولها ، فإذن هي بعد الخلاص منها.

Страница 466