226

فلما جاء إسماعيل عليه السلام وجد ريح أبيه فقال لامرأته : هل جاءك أحد؟

قالت : نعم ، شيخ أحسن الناس وجها ، وأطيبهم ريحا ، فقال لي كذا وكذا ، وقلت له كذا وكذا ، وغسلت رأسه ، وهذا موضع قدميه على المقام.

قال إسماعيل لها : ذاك إبراهيم عليه السلام .

وقد روى هذه القصة علي بن إبراهيم (1)، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان ، عن الصادق عليه السلام ، وقال في آخرها : «إذا جاء زوجك فقولي له : قد جاء هاهنا شيخ وهو يوصيك بعتبة بابك خيرا ، قال فأكب إسماعيل على المقام يبكي ويقبله».

( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ) أمرناهما وألزمناهما ( أن طهرا بيتي ) بأن طهرا. ويجوز أن تكون مفسرة ، بمعنى «أي» التفسيرية ، لتضمن العهد معنى القول. يريد : طهراه من الأوثان التي كان المشركون يعلقونها على باب البيت ، والأنجاس وسائر الخبائث ، كالفرث والدم الذي كان يطرحه المشركون عند البيت قبل أن يصير في يد إبراهيم وإسماعيل. وأضاف البيت إلى نفسه تفضيلا له على سائر البقاع. أو أخلصاه.

( للطائفين ) أي : الدائرين حوله ( والعاكفين ) المجاورين له المقيمين بحضرته لا يبرحون ( والركع السجود ) أي : المصلين. جمع راكع وساجد ، لأن الركوع والسجود من أركان الصلاة وهيئاتها ، فتسميتها بأشرف أفعالها.

روي عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : أن لله عز وجل في كل يوم وليلة مائة وعشرين رحمة تنزل من السماء على هذا البيت ، ستون منها للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين.

Страница 231