212

الحق أن يدخلوها إلا خائفين من المؤمنين أن يبطشوا بهم ، فضلا عن أن يمنعوهم منها. أو ما كان لهم في علم الله تعالى وقضائه ، فيكون وعدا للمؤمنين بالنصرة واستخلاص المساجد منهم ، وقد أنجز وعده.

وقيل : معناه النهي عن تمكينهم من الدخول في مسجد من المساجد. وهو مذهب الإمامية. فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم أمر أن ينادي : ألا لا يحجن بعد هذا العام يعني : عام الحديبية مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان. وجوزه أبو حنيفة ، ومنع مالك ، وفرق الشافعي بين المسجد الحرام وغيره. والحق الأول ، لإجماع أهل الحق على المنع.

( لهم في الدنيا خزي ) قتل وسبي ، أو ذلة بضرب الجزية عليهم ( ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) في نار جهنم بكفرهم وظلمهم.

( ولله المشرق والمغرب ) يريد بهما ناحيتي الأرض ، أي : له الأرض كلها لا يختص به مكان دون مكان ، فإن منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام أو الأقصى فقد جعلت لكم الأرض مسجدا ( فأينما تولوا ) ففي أي مكان فعلتم التولية شطر القبلة ( فثم وجه الله ) أي : جهته التي أمر بها ، فإن إمكان التولية لا يختص بمسجد أو مكان. أو فثم ذاته ، أي : عالم مطلع بما يفعل فيه.

( إن الله واسع ) بإحاطته بالأشياء أو برحمته ، يريد التوسعة على عباده والتيسير عليهم ( عليم ) بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن كلها.

وقيل : نزلت في صلاة التطوع على الراحلة للمسافر أينما توجهت ، وأما الفرائض فقوله : ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) (1). يعني : أن الفرائض لا تصليها إلا إلى القبلة. وهو المروي عنهم عليهم السلام . قالوا : وصلى رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم إيماء على راحلته أينما توجهت ، حيث خرج إلى خيبر ، وحين رجع من مكة ، وجعل

Страница 217