( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63) ثم توليتم من بعد ذلك فلو لا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين (64) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين (65) فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين (66))
ثم عاد سبحانه إلى خطاب بني إسرائيل فقال : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) أي : عهدكم باتباع موسى والعمل بالتوراة ( ورفعنا فوقكم الطور ) حتى قبلتم الميثاق ، وذلك أن موسى عليه السلام لما جاءهم بالتوراة فرأوا ما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم وأبوا قبولها ، فأمر جبرئيل فقلع الطور فظلله فوقهم حتى قبلوا. وقال موسى إن قبلتم ما آتيتكم به ، وإلا أرسل الجبل عليكم ، فأخذوا التوراة وسجدوا لله ملاحظين إلى الجبل خوف الوقوع عليهم ، فمن ثم يسجد اليهود على أحد شقي وجوههم.
وقلنا لكم بعد رفع الطور فوقكم : ( خذوا ما آتيناكم ) من كتاب التوراة ( بقوة ) بجد وصميم عزيمة ( واذكروا ما فيه ) ادرسوه ولا تنسوه ، أو تفكروا فيه ، فإن التفكر ذكر بالقلب ، أو اعملوا به ( لعلكم تتقون ) لكي تتقوا المعاصي ، أو رجاء منكم أن تكونوا متقين. ويجوز أن يتعلق بالقول المحذوف ، أي : قلنا خذوا واذكروا إرادة أن تتقوا ، فإن إرادة الله على أفعال العباد غير موجبة لها ، بل إرادته على أفعال يوجب صدورها.
( ثم توليتم ) أعرضتم عن الوفاء بالميثاق ( من بعد ذلك ) أي : بعد أخذه
Страница 162