Зубдат Кашф
Zubdat Kashf al-Mamalik fi
Жанры
وأما مدينة سرمين فإنها لطيفة ، ولها إقليم به عدة قرى وهى أيضا من معاملة حلب ، وأما إقليم الباب والبزاعة فهو إقليم متسع وبه عدة قرى، وهو أيضا من معاملة حلب ، وأما إقليم كليس وعزاز فهو متسع وبه هذه المدينتان ويسمونها الأن قرى ، وهو من معاملة حلب ، وأما العمق فليس بإقليم ، وإنما هو مكان متسع به بعض قرى وأما إقليم الجزيرة فيه قرى عديدة ، وغالب أهلها غربان، وهى أيضا من معاملة حلب ، وأما مدينة الحديدة فإنها لطيفة وبها قلعة ولها إقليم به عدة قرى وهى أيضا من معاملة حلب ، وأما مدينة إياس فإنها لطيفة ، وكان بها قلعة هدمت ، وقيل: إنها عمرت ولها إقليم به عدة قرى وهى من معاملة حلب .
وأما مدينة سيس فهى لطيفة ، وبها قلعة حصينة ، ولها إقليم به قرى عديدة غالبها نصارى ، وهى من توابع حلب ، وأما مدينة طرسوس فهى مدينة محكمة عليها سور وبها قلعة لطيفة ، وبها إقليم يشتمل على عدة فرى بالغرب من البحر المحيط، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة مسين فهى لطيفة ولها إقليم به بعض قرى ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة أدنة فهى لطيفة ، ولها إقليم به بعض بلدان ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما إقليم الرمضانية والأوزارية فمتسع وبه بلدان ، وهو أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة قيسارية فهى مدينة لطيفة لها سور وقلعة لطيفة ولها إقليم به قرى ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة عين تاب فهي مدينة حسنة عامرة ولها قلعة حصينة وهى من أحسن المدن، ولها إقليم يشتمل على قرى كثيرة وهى أيضا من توابع حلب .
وأما مدينة شيح ففيها اختلاف ، وهى من معاملة حلب ، وأما مدينة قلعة المسلمين فهى لطيفة ، وبها قلعة حصينة إلى الغاية ، ولها إقليم يشتمل على عدة قرى ، وهى على شط الفرات ، وهى أيضا من معاملة حلب ، وأما مدينة البيرة فهي مدينة حسنة ، ولها قلعة محكمة لطيفة وهى أيضا على شط الفرات ، وهناك جسر موضوع على مراكب تجوز به الركبان على ظهر الفرات ولها قرى عديدة ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة الرهاء فهى مدينة كبيرة تشتمل على سور وغالبها الأن خراب ، وبها قلعة حصينة وأصلها من ديار بكر ، وبها العين التى نبعث لخليل عليه السلام حين رمى بالمنجنيق ، وبها عدة قرى وهى الأن من توابع حلب .
وأما مدينة كركر فإنها مدينة لطيفة ، وبها قلعة حصينة جدا قليلة المثل ، وهى على شط الفرات ولها قرى عديدة ، وبمعاملتها قلعة خروس وقلعة أخرى لطيفة لم أحرز اسمها ، وهى أيضا من توابع حلب وأما مدينة كختا فهى لطيفة ولها قلعة حصينة ، وإقليم به عدة قرى ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما حصن منصور فكان حصينا منيعا وهو الأن خراب وله قرى، وهو أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة بهسنا فهى مدينة لطيفة وعرة ولها قلعة حصينة جدا وإقليم متسع يشتمل على قرى عديدة ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة درندة فهى لطيفة وعرة وبها قلعة حصينة ، ولها إقليم به قرى عديدة وهى أيضا من توابع حلب .
وأما مدينة دوزكى فهي لطيفة وعرة ولها قلعة متسعة حصينة وإقليم به قرى عديدة ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة عربكير فهى لطيفة وعرة ولها قلعة حصينة ، ولها إقليم وبه عشر قلاع صغار وقرى عديدة ، وهى أيضا من توابع حلب ، وأما مدينة جمشكراك فهى لطيفة ولها سور وقلعة حصينة ، وبمعاملتها أربع وعشرون قلعة ولها إقليم به قرى عديدة ، وهى أيضا من توابع حلب .
وأما مدينة خرتبرت فهى لطيفة ، ولها قلعة حصينة جدا ولها إقليم به أربع قلاع وعدة قرى غالبها الأن خراب ، وهذه المدينة وعربكير وجمشكراك وقلاعهم ومعاملتهم كانت من جملة دياريكر فتحت فى أيام الأشرفية ، وأضيفت الأن إلى المملكة الحلبية .
وأما مملكة ملطية فإنها مدينة حسنة كثيرة المياه والفواكه في أرض مستوية تشتمل على سور محكم ، وسبع قلاع موشار وكومى وفرا حصار وكدربيرت وقلعة أقجة وقلعة نوحمام وقلعة الأكراد، وتشتمل على سبعة أقاليم تشتمل على قرى كثيرة وأصلها من الروم كانت تخت السلطان علاء الدين فتحت فى أيام الملك الناصر محمد بن قلاون ، وجعلها مملكة بمفردها ، وكشير من الناس يظن أنها من جملة المملكة الحلبية ، ولو أردنا وصف جميع ما يتعلق بملك مصر من المدن والقلاع والأقاليم والقرى على التفصيل والتحرير لطال المقال وحصل الملال .
الباب الثان ي في وصف السلطنة التريفة ، وها يتحلى بد السلطان من الصفات وها يفتقده لإقامة لوازمها الموظفات ووصف المواكب الشريفة والعليون لكل من ينسب إلى الملك من الخاص والعام أعلم أن السلطنة سر من أسرار الربوبية فيها ينال المراد، ويدفع الفساد ، وتحفظ بها البلاد والعباد ، ويقطع بها دابر كل من قصد العناد ، لأن من حميد مزاياها ، شرف سجاياها ، للرعايا الحراسة ، وللرياسة السياسة ، وللسلطان أيده الله حماية بلاده ، وحراسة دينه وتثبت أوتاده ، وحفظ ما افترض الله من الأحكام ، لأنه ارتضاه من بين الأنام ، لإقامة الحدود وفعل الواجب واجتناب الحرام ، وأوجب على الرعايا طاعته فيما أمر به والاستسلام ، وجعل أمورهم معفودة به في النقص والإبرام ، فهو أيده الله فم الأرض ، به تقام شعار السنة والفرض ، ومن أراد إدراك شرفها وفضلها ، وأن يكون أحق بمعرفتها وأهلها ، فلينظر إلى أثارها ، وليتحقق خطر أقدارها فيرى من ثمرائها ، للبلاد الحراسة ، وللنفوس السلامة والسياسة ، وللأموال الحفظ وللأرزاق الإدرار ، وللعلم النشر وللدين الإظهار، بردع الظلمة وقمع البغاة والمتمردين، والانتقام من جميع المعتمدين المفسدين، وإقامة مصالح الذين والدنيا وينتظم قوام أمر الأخرة والأولى ، فيكتب له أيده الله تعالى ، مثل أجور تلك الطاعات ، وفضائل جميع تلك العبادات ، فليلازم شكر الله تعالى الذى خضه بهذا الإكرام ، وأعلى قدمه على رؤوس جميع الأنام ، وإذ قد تحقق بأن السلطنة بهذا المحل الأسنى ، والشرف الذى فاق جميع الأحوال حسا ومعنى ، فسلطنة مصر والشام التى تبت فضلها على سائر الدنيا ورقى سلطانها ذروة الدرجة العليا ، وتجلى بجميل الأوصاف ، كأن سائر ملوك الأرض له تدين ومنه تخاف ، وكان النبي، مالك زمام الدنيا على التحقيق ثم انتقلت الخلافة إلى الإمام أبى بكر الصديق ، ثم توارثها الصحابة والخلفاء رض الله عنهم أجمعين ، واحد بعد واحد إلى أن صارت الأن بالمبايعة من أمير المؤمنين، باتفاق أهل الحل والعقد والعلماء ، وأركان الدوله الشريفة ورضى السادة الأمراء، والجيوش المنصورة وإخراج الأموال من بيت المال والنفقة على الجند وطاعة المدن والقلاع وما كان ناقصا عن ذلك كان نقصا فيها، والسلطان أيده الله تعالى تجب عليه أمور وتجب له أمور أما الواجب عليه فطاعة الله تعالى، والتقوى أن يأخذ نفسه برعاية أحوالها ، ويروضها فى أفعالها ، ويعلم أنه متى قدر على سياسة نفسه كان على سياسة العباد أقدر، وقد قيل قديما: لا ينبغى لذى لت أن يطمع لطاعة غيره وطاعة نفسه ممتنعة عليه ، أتطمع أن يطيعك قلب سعدى ونعلم أن قلبك قد عصاكا وقد تزين للإنسان نفسه حسن الظن بها فيبقى، وهو لا يعلم أنه في أمرها مرتهنا فيكون ممن زين له سوء عمله فرأه حسنا واجتناب أشياء منها الكبر والتجبر فهما جالبان سخط الله تعالى . قال عز وجل : {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جباره [سور غافر الأية 35) . وقال عليه السلام : إلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال درة من كبر ومنها العجب، وهو من المهلكات .
قال الله تعالى : { ويوم خنن إذ أعجبكم كشرتكم فلم تغن عنكم شيئا} سورة التوية: الأية 25) وقال عليه السلام : لثلاث مهلكات شخ مطاع وهوى متبع وإعجاب المرع بنفسه ا ومنها الغرور وهو مضل بصاحبه على العطب سائق له إلى ورطات هلاك ذات شعب ، وهو أن يرى الأحوال في مباديها منتظمة في سلك السداد ، فيظن هذه الحالة واجبة الأطراد، فيغتز بذلك ويهمل التأهب ويغفل عن الاستعداد، ومنها الشح وهو من الأسباب التي صرح رسول الله وقال تعالى . { ومن يوق شخ نفسه فأولئك هم المفلحون)} [سورة الحشر الأية 9] ومنها الكذب ويكفى في ذمه أنه بجانب الإيمان ، ويستلب خصيصة الإنسان ، فهذه الأشياء يتعين على كل ذى فطنة ولت ودراية أن يصون شرف نفسه وعز سلطانه، وحسن سمعته عن ذلك ، ويجب عليه أيضا أيده الله أن لا يسارع إلى اتباع الشهوات، وأن يجانب سرعة الحركات ، وخفة الإشارات ، فإن أنفاس السلطان منحوطة، وألفاظه منقوله ، ولقد قيل : تكلم أربعة من حكماء الملوك بأربع كلمات كأنها مقتبسة من جدوة نور مجموع ، أو منتخبة من قرارة ينبوع فقال ملك الروم : أفضل علم العلماء الصمت ، مقال ملك الفرس : إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها ، وقال ملك الهند : أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت ، وقال ملك الصين : ندمت على الكلام ولم أندم على السكوت ، وقال بعض الحكماء: إذا دعت الحاجة إلى الكلام فليعتبر الإنسان قبل أن ينطق به ، فإن كلام الإنسان ترجمان عقله وبرهان فضله ، وقد اختار حكماء الملوك جهارة الصوت في كلامهم ليكونوا ذا هيبة لسامعهم ، ويجعل وعيده بالتأديب على قدر الذنوب : فقد زوى عن أبى بكر الصديق ، رضى الله عنه ، أنه كتب إلى عكرمة ، وهو عامله بعمان يقول : إياك أن توعد فى معصية بأكثر من عفوبتها، فإنك إن فعلت أثمت ، وإن لم تفعل كذبت وكلا الأمرين ذميم ، ويجب عليه أيضا أيده الله الاجتهاد في منع نفسه من الغضب ، فإنه شز قاهر فإن قدر عليه وغلب عليه ، فلا يمضى في تلك الحالة فعلا ولا ينقذ حكما وقيل : إن ملك الفرس كتب كتابا ودفعه إلى وزيره ، وقال له إذا رأيتنى قد غضبت فادفع إلى هذا الكتاب ولا تؤخره ، وكان فيه مكتوب ما لك وللغضب لست بإله معبود ، إنما أنت بشر مخلوق إرحم من في الأرض يرحمك من في السماء وكذلك يجب عليه الأحتراز من اللجاج، فإنه أليف الغضب وحليف العطب ، ولا يستعمل فى الناس كلهم حالة واحدة بل يعتمد من الخالات في قضية ما يليق بحال صاحبها من لين وشدة ، وإقبال وإعراض وإحسان وإساءة وعفو وعفوبة وانتقاء وإقدام وإحجام وإجابة ، ومنع وزيادة ونقصان وبشر وقطوب وظهور واحتجاب فإن استعمال كل حالة في مخلها مع مستحقها أكمل تدبيرا وأثم رأبا، فإن طباع العالم مختلفة وأخلاقهم متفاوتة ، فمنهم من يصلحه الإقبال عليه والإحسان إليه ، ومنهم من يصلحه الإعراض عنه والانتقام منه ، ويتعين على الملك أيده الله استمالة الأعداء من ذوى المقدرة ، ويجتهد في إصلاحهم ، فإن لم ينجح فيهم إصلاح واستمالة يعدل بهم إلى طريق المدارة اللائقة بهم ، إلى أن يلوح له وجه الفرصة ويمكنه المواخذة بالانتقام فينتهز لذلك بالمبادرة ، ولا يؤخره عن وقته، فإن تأخبره مضز وإهماله مفسد ، وليعلم الملك أن من أعم الأشياء نفعا وأعظمها في مصالح الملك وقعا كتمان سره وإخفاء أمره ، ولا يطلع أحدا على ما قد عزم على فعله قبل تمامه ، ولا يتحدث بما يريده من المهمات قبل إبرامه فإن ذلك أقوى أسباب الظفر ، وقد ندب رسول الله إليه فقال : استعينوا على الحاجات بالكتمان وثقل عن على كزم الله وجهه أنه قال : سرك أسيرك فإن أظهرته صرت أسيره .
وقال بعض الحكماء : لسانك فرسك إن حفظته حرسك وإن أطلقته افترسك ، وقال بعضهم في ذلك ، احفظ لسانك واحترس من لفظه فالمرة يحفظ باللسان ويعطب وإذا كسيت ثوب مذلة ولقد كسى ثو المذلة أشعب لكن من الأسرار والأمور ما لا يستغنى فيه عن اطلاع نصيخ شفيق فيستعين الملك برأيه في المهمات ، وينتفع بفكره في الحوادث، ولا يثق بكل متملق ، ومتى حدث أمر من الأمور الجليلة يكثر الاستشارة فيها من يراه أهلا لذلك ، ويسمع رأى كل وأحد منهم على انفراده ، وينظر فى جميع ما يسمعه ، ويعمل بما هو الأقرب إلى نيل المطلوب، والاصوب في وقع المرهوب ، ولا يهمل الأحتراس والحذر فى عواقب الأمور ، ويجتهد أن لا يفتح بابا يتعب في سده ، ولا يرمى حجرا يعجز عن رده ، وقد قيل في ذلك شعر.
Неизвестная страница