359

Сливки мысли о истории миграции

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Жанры

История

بالمملكة الحلبية عسكرا الى بلد سيس ليغيروا عليها وذلك أن صاحبها اخر حمل المال المقرر عليه وقطع القطيعة فاقتضى الحال مقابلته بما يغض طرفه ويرغم انفه فتوجه العسكر المذكور صحبة الأمير سيف الدين قشنمر الشمسي ومعه من امراء حلب شمس الدين اقسنقر الفارسي وفتح الدين بن صبرة المهمندار وسيف الدين قشنمر النجيبي وسيف الدين فشتمر المظفري ومن معهم من الحلقة والأجناد فدوخوا تلك البلاد وشنوا الغارة على الأرمن وكان التتار المجردون ببلد سيس قد علموا بهم وكمنوا لهم في موضع مخرجهم فلما رجعوا ونزلوا باثناء الطريق خرجوا اليهم وصالوا عليهم ودهموهم بغتة ولما اقتتلوا تل من المسلمين جماعة وأسر الأمراء الأربعة المذكورون وجماعة من الجند وارسلوهم إلى الأردوا فلما جرت هذه الواقعة استشعر صاحب سيس الخور وتحقق وقوعه في الغرر وايقن انه من السطوات الشريفة على خطر فارسل الى الأمير شمس الدين قراسنقر رسلا يبذل الطاعة ويذكر الانابة والقيام بما عليه من القطيعة ويسأل الصفح والاعضاء والمسامحة والاعفاء فوردت كتب الأمير المشار اليه الى الابواب العالية يعرض ذلك على الآراء الشريفة ويذكر ما التمسه المذكور ويستاذن من هذه الأمور فاقتضى الحال أن يجرد عسكر الى حلب ويكتب لصاحب سيس بانه أجيب إلى ما طلب فان حقق قوله بفعله وحمل ما جرت عادته بحمله أعفي من الاغارة و كفي من الاستثارة وان سوف وتوقف كانت الجيوش قريبة من ارهاقه متمكنة من خناقه.

الطبلخانات والميين صحبة الأمير بدر الدين بكتاش الفخري امير سلاح وكنت في المجردين فرسم لي بالحديث معه في تقدمة العسكر وتدبير احوال التجريد وتلقى الوارد و والصادر من البريد لان المشار اليه كان قد تمكن منه الكبر وخانه الثقتان السمع والبصر فلم يكن يستبين شخصا ولا يسمع لمخاطب نشا فتحدثت في التقدمة واسبابها وحملت عنه جميع اتعابها ولم اقطع امرا دون عرضه عليه وتوصيله اليه رعاية لقدمته وحفظا لسابقته.

والامير شمس الدين الدكز السلحدار وجماعة من الحلقة وكان الخروج من القاهرة المحروسة في منتصف شعبان من هذه السنة ولما وصلنا غزة انمنا بها وصدرت الكتب الى الأمير شمس الدين قراسنقر معلمة له بذلك فكاتب صاحب سيس يخبره بالصورة وينذره بحركة العساكر المنصورة ويعرفه أنه أن بذل الطاعة والانابة وعجل القطيعة قرين الاجابة فانه يوفر من الغزي الصابر ويعفي من الغزو الثار والا فالعساكر تطأ بلاده وتستاصل طريفه وتلاده فعند ورود هذه الرسايل عليه ارسل يبذل الاذعان ويلتمس تحقيق الأمان بالأيمان ووصلت رسله إلى الأمير شمس الدين فارسلهم إلى الأبواب العالية ونحن بظاهر غزة نازلون فاقتضى الحال عودنا اذ قد حصل الغني عن العنا فعادت العساكر وكان الرحيل من غزة أخر شوال والوصول الى الباب الشريف اول ذي الحجة.

Страница 384