عامي، فثقل على الرشيد، وهمّ بإخراجه وعقوبته، فقال أبو نواس: عليّ إخراجه من غير إساءةٍ إليه؛ فقال أبو نواس للجماعة: عليّ مأكولكم من اليوم وإلى يوم مثله؛ فقال الرشيد: وعليّ مشروبكم من اليوم وإلى يوم مثله؛ وقال يحيى: عليّ مشمومكم من اليوم وإلى يوم مثله؛ وقال خالد: عليّ بقلكم من اليوم إلى يوم مثله؛ وقال إسحاق: عليّ أن أغنيكم من اليوم إلى يوم مثله؛ ثمّ التفت أبو نواس إلى الرجل، فقال: ما الذي لنا عليك أنت؟ فقال: عليّ أن لا أفارقكم من اليوم إلى يوم مثله؛ فقال الرشيد: هذا ظريفٌ لا يحسن إخراجه، فصحبهم في تفرّجهم بقيةً يومهم.
٢٠٢ - تغدى أعرابيٌ مع مزبدٍ، فقال له مزبد: كيف مات أبوك؟ فأخذ يحدثه بحاله وأخذ مزبّد يمضي في أكله، فلمّا فطن الأعرابي، قطع الحديث، وقال له: أنت ﴿كيف مات أبوك؟ فقال: فجأة؛ وأخذ يأكل.
٢٠٣ - قال سفيان الثّوري: ما نظرت قطّ إلى ثقيل أو بغيضٍ إلا كحّلت عينيّ بماء وردٍ مخافة أن يكون قد التصق بها شيءٌ.
٢٠٤ - قال بعض المجّان: قال إبليس: لقيت من أصحاب البلغم شزّةً، ينسون ويلعنوني﴾
1 / 103