الرشيد خرج متنزهًا، فانفرد من عسكره والفضل بن الرّبيع خلفه، فإذا هو بشيخٍ قد ركب حمارًا وفي يده لجامٌ كأنّه مبعرٌ محشوٌ، فنظر إليه فإذا رطب العينين، فغمز الفضل عليه، فقال له الفضل: أين تريد؟ قال: حائطًا لي. فقال: هل لك أن أدلك على شيء تداوي به عينيك فتذهب هذه الرطوبة؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك ﴿فقال له: خذ عيدان الهواء وغبار الماء وورق الكمأة، فصيّره في قشر جوزةٍ واكتحل، فإنّه يذهب عينيك. قال: فاتكأ على قربوسه، فضرط ضرطة طويلةٌ، ثمّ قال: تأخذ أجرةٌ لصفتك، فإن نفعتنا زدناك. قال: فاستضحك الرشيد حتى كاد يسقط عن ظهر دابّته.
١٣١ - قال المهدي لشريك: لو شهد عندك عيسى كنت تقبله؟ وأراد أن يغري بينهما؛ فقال: من شهد عندي سألت عنه، ولا يسأل عن عيسى إلا أمير المؤمنين، فإن زكيّته قبلته.
١٣٢ - دخل الوليد بن يزيد على هشام [بن عبد الملك]، وعلى الوليد عمامةٌ وشي، فقال هشام: بكم أخذتها؟ قال: بألف درهم. فقال: هذا كثيرٌ؛ قال: إنّها لأكرم أطرافي، وقد اشتريت جاريةً بعشرة آلافٍ لأخسّ أطرافك﴾
١٣٣ - وقعت على يزيد بن المهلّب حيةٌ، فلم يدفعها عنه، فقال
1 / 81