٤٠ - عن عكرمة، أن عبد الله بن رواحة كان مضطجعًا إلى جنب امرأته، فخرج إلى الحجرة، فعرف جارية له، فانتبهت المرأة، فلم تره، فخرجت، فإذا هو يعرف الجارية، فرجعت فأخذت شفرةً، فلقيها ومعها الشفرة، فقال: مهيم؟ فقالت: مهيم ﴿أما إنّي لو وجدتك حيث كنت لوجأتك بها؛ قال: وأين كنت؟ قالت: تعرفها. قال: ما كنت﴾ قالت: بلى ﴿قال: فإن رسول الله [ﷺ] نهانا أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب؛ فقالت: اقرأه؛ فقال:
(أتانا رسول الله يتلو كتابه ... كما لاح مشهودٌ من الصبح ساطع)
(أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقناتٌ أنّ ما قال واقع)
(يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع)
قالت: آمنت بالله وكذبت بصري. قال: فغدوت إلى رسول الله [ﷺ]، فأخبرته، فضحك حتى بدت نواجذه.
٤١ - عن أم سلمة، قالت: خرج أبو بكر في تجارةٍ إلى بصرى قبل موت رسول الله بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرًا، وكان نعيمان على الزّاد، وكان سويبط رجلًا مزاحًا، فقال لنعيمان: أطعمني﴾ قال: حتى يجيء أبو بكرٍ؛ قال: أما لأغيظنّك.
قال: فمروا بقومٍ، فقال لهم سويبط: تشترون مني عبدًا لي؟ قالوا: نعم؛ قال: إنّه عبد له كلامٌ، فهو قائل لكم: إنّي حرٌ، فإن
1 / 55