============================================================
مصادر "الزينة، من المحتمل أن فكرة كتابة "معجم اشتقاقي" كانت قد راودت أبا حاتم الرازي في وقت مبكر من إقامته في بغداد. ولعل التعريفات التي قدمها ابن قتيبة لمصطلحات الدينية والثقافية المهمة، ولا سيما في كتبه لاغريب الحديث" و "امشكل القرآن" ولاغريب القرآن"، بالإضافة إلى كتاب الزجاج عن "تفسير أسماء اله"، كانت بمثابة الشرارة التي أشعلث في داخله الرغبة للاستمرار في هذا المشروع.
وإذ نتحدث عن مصادر "الزينة"، فينبغي أن نتذكر أن أبا حاتم لم يشر إلى أي عنوان بذاته على امتداد كتابه من الغلاف إلى الغلاف، بل هو قد ينقل أحيانا بعض النصوص دون أن يعزوها إلى كتاب أو كاتب معين. والعنوان الوحيد الذي أشار اليه في الكتاب كله هو عنوان كتاب ابن قتيبة "دلائل النبوة" ، الذي سماه "دلالات نبوة رسول الله" . ولذلك فإن البحث في مصادر الكتاب هو اجتهاد من قارى كتابه ، لان المفاتيح التي يقدمها أبو حاتم في هذا المجال قليلة ومحدودة . وإذا كان علينا أن نرتب المصادر المحتملة التي يمكن أن يكون أبو حاتم قدا استقى منها عمله بحسب أسماء الأعلام، فإن اسم ابن قتيبة يبرز بصفته الاسم الأكثر تكرارا في "الزينة". فقد اعتمد أبو حاتم على عدد كبير من أعماله، ونقل منها نصوصا تتفاوت أطوالها، بحيث يمكن القول إنه عاد إلى أكثر أعمال ابن قتيبة المعروفة لنا الآن . وربما كان العدد النهائي لأعمال ابن قتيبة التي استفاد منها يصل الى حدود العشرين كتابا . بعد ذلك تأتي النصوص التي نقلها من أبي عبيدة في امجاز القرآن"، والنصوص التي نقلها من أبي عبيد في كتابه "غريب الحديث" .
على أن هناك نصوصا أخرى لأبي عبيد لم نستطع توثيقها، ربما كانت تعود إلى كتابه المفقود "غريب القرآن".
أما المعاجم فقد رجع أبو حاتم إلى معجم "العين" للخليل الفراهيدي، ونقل منه نصوصا مطولة، وكذلك إلى "الغريب المصنف" لأبي عبيد. ومن المرجح أنه الم بعدد من المعاجم الصغرى مثل "الاشتقاق" للأصمعي و"النخل" للسجستاني، ل وما أشبه ذلك من أعمال. وبين كتب النحويين، لا شك أته عاد إلى "الكتاب"
Страница 64