============================================================
(3) كتاب الزينة شاع بين الباحثين، لكون أغلب المصادر الإسماعيلية تأتي من بيئة هندية علاقتها باللغة العربية ضعيفة، أن علاقة الإسماعيليين باللغة العربية كانت ضعيفة وغير مريحة على امتداد تاريخهم الطويل. ودفع هذا التصور بعض الباحثين إلى لاستنتاج بأن أسباب ذلك تكمن في أن الجيل الأول من الإسماعيليين كانوا من غير العرب، فكان من الطبيعي أن يحاولوا التخلص من تأثير اللغة العربية. يقول أحد الباحثين : "والجماهير على الأكثر كانت إما غير عربية، وإما عربية مختلطة مع غيرها . وقد ظهر اللحن والأغلاط النحوية في كلامهم في القرن الثالث وما بعده"(1) . وهكذا وضع دارسو الإسماعيلية صيغة عامة شاعت في أوساط الدارسين، مفادها أن الإسماعيليين على الإطلاق كانوا ينظرون إلى اللغة بوصفها و سيلة لنشر الدعوة وحسب، في حين أنهم ينتقصون من قيمتها المعرفية والثقافية .
وهذا ما عبر عنه علي منزوي بقوله إن الإسماعيليين "ينظرون إلى اللغة كوسيلة لا كهدفي"، وما أعاده مصطفى غالب بقوله "إن الفاطميين يعتبرون اللغة وسيلة لاا غاية" (2) . وفاته أنه كان يتحدث قبلها عن كنوز المكتبات الفاطمية المجلدة والمذهبة.
بدو أن هؤلاء الباحثين يريدون إسقاط سمات الدور الأخير من الإسماعيلية الهندية على جميع مراحل تاريخ الإسماعيلية العريض الممتد على مساحة واسعة منذ أواسط القرن الهجري الثاني حتى العصر الحديث، وعلى امتداد جغرافي ممائل يبدأ من خراسان حتى يصل إلى المغرب ويمر باليمن لينتهي بالهند.
(1) علي نقي منزوي في مقدمة فهرست المجدوع ص 11.
(2) مقدمة كتاب الافتخار للسجستاني ص 14 .
Страница 53