============================================================
عليها كتبه المتتابعة، وإن كان ذلك يأتي في سياق معرض الحديث عن نظرية العقل، وليس عن القائم(1) .
و نجد في كتاب "إثبات النبوة" للسجستاني، وإن كان لا يخلو مما يدل على اجراء تعديلات جوهرية في متن الكتاب، تصريحا برفع الشريعة على يد القائم: فإذا ظهر القائم عليه السلام، وتخلص المؤمنون من الستر والكتمان، وقدروا على كشف مذاهبهم، وجب أيضا رفع هذه الشريعة التي هي سمة الستر والكتمان"(2) .
هصير حلقة التفي كان التأثير الذي أحدثه النسفي في الدعوة الإسماعيلية في خراسان تأثيرا لا سابقة له على الإطلاق. فهو قد حول الدعوة الإسماعيلية من مذهب كلامي اسلامي، مثل سائر المذاهب قبله وبعده، إلى منظومة عقائد فلسفية متماسكة يمكن فيها الحديث عن فلسفة إسماعيلية خاصة. وقد حظي هذا العمل بتقدير جميع ال الأسماعيليين من معاصريه في خراسان مطلع القرن الرابع، بمن فيهم الإسماعيليون ال الذين سيتمردون عليه لاحقا، ويعلنون تبنيهم للصيغة المعيارية من الإسماعيلية .ا (1) الرياض ص 72، و 93.
(2) السجستاني : إثبات النبوات ص 179 . والواقع أن أي باحث يجد حذرا شديدا في التعامل لا مع هذا الكتاب، لأن في الكتاب نصوصا كثيرة لا تنتمي إلى نتاج السجستاني. ففي الفصل العاشر من المقالة الثانية، وهو بعنوان "في العلة التي من أجلها يجب نسخ الشريعة" ، يوجد تدخل صارخ من الناشر، أو من أحد النساخ المتأخرين : "إن العلة الأولى التي يجب من أجلها نسخ الشريعة هي أنه بعد مرور زمن طويل تصبح الشريعة غير متلائمة وروح العصر الثاني، وخاصة بعد تقدم الإنسان في مجال العلم والتطور4، ص 76. ومن المستحيل صدور هذا النص عن السجستاني، الأفلاطوني المحدث، الذي يؤمن بانحطاط العالم وتدهوره، ل وينتظر ظهور القائم، ليعلن نهاية الزمان . في حين أن كاتب هذا النص يعرف مفهوم "التطور ومقولة "روح العصر" الهيغلية. ويبدو من كتاب "سلم النجاة" أن السجستاني غير رأيه في هذا الأمر أيضا، لأنه ينص فيه على أن القائم "لا يؤلف شريعة، ولا يقرأ كتابا"، ص 90. على أن ما يصح على "إثبات النبوات" يصح على "اسلم النجاة" ، لأنه نشر أيضا استنادا إلى سختين حديثتين من أواسط القرن العشرين. ومن المحتمل أن السجستاني عدل فعلا من ارائه، ولا سيما في كتابه "الافتخار" ، حيث يتحدث عن استمرار الدعوة باسم "الأيمة المهديين". والمرجح أن الافتخار هو آخر أعماله .
Страница 43