251

============================================================

كأنه يصفه بأفضل الصفات، ويصفه بالعظمة التامة. وقيل له عز وجل "ماجد"، أنه هو الذي يمجد عبيده، أي يعطيهم الفضل والشرف، ويفعل بهم المجد. وقيل له "مجيد"، لأنه معدن المجد، وله المجد التام . تبارك الله المجيذ الماجد . [32] الودود ومن صفاته "الودود". وهو من الود والمودة، وهي الوصلة على محبته.

والودود فيه قولان؛ "فعول" بمعنى "مفعول" مثل هيوب، بمعنى(1) مهيب، ويكون افعول" بمعنى "فاعل"، مثل "غفور" بمعنى "غافر" . ويحتمل المعنيان (2) هاهنا جميعا؛ يكون بمعنى الفعل لله عز وجل، أي يود عباده الصالحين، وبمعنى امفعول"، أي يوده عباده الصالحون، فكأن الود بينه وبين عباده الصالحين. قال اله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداه [مريم: 96]، أي وصلة على محبته، لأنهم أحبوه، فوصلوه(3) بالطاعة له، وإخلاص العبادة، وأحتهم فوصلهم بالرضى عنهم، والمغفرة لهم .

والود، بفتح الواو، هو صنم كان في الأمم الماضية. قالوا: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر كانت في الزمن الأول، فغرقها الله بالطوفان، فلما نضب الماء على وجه الأرض، أخرجها إبليس، فبتها في الناس. ويقال إن ودا كان في ب ي كلب. وقد ذكرنا ذلك في باب الأصنام. قال الله عز وجل (وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا) [نوح: 23]. ولست أدري أهو بالعربية أم بغيرها من الألسنة.

والود أيضا: الوتد، قال: وسمي بذلك لأن الحبل يربط إليه، ويوصل به.

(1) العبارة من (مفعول) سقطت من ب، وهي في م وأخواتها جميعا .

(2) في م : ويحتمل المعنيين.

(3) في ب: فوصلوا.

Страница 248