============================================================
وهو ذم له لأنه تحلى بصفة الله عز وجل.
و في الحديث "قال الله: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، والعزة لي لا الغيري، فمن نازعني في شيء منها أدخلته جهنم خالدا مخلدا، مهانا مصغرا"(1).
فالكبر والتكبر والكبرياء مدحة لله عز وجل. والكبرياء مأخوذ من الكبر، وهوا الامتناع وقلة الانقياد والصعوبة. قال حميد في صفة ناقة: [الطويل] ع فت مثلما يعفو الطليح فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ركوب الطليح: المهزول، وعفا الطليح، إذا سمن، والصعب: ضد الذلول. وقال الكميت: [المنسرح] ذو الكبرياء الذي يرى البعد والحدة من حيث تابه القرب فالكبرياء والكبر واحد، يعني أنه مدل بنفسه، فيرى البعيد قريبا، والكبير صغيرا، والصعب يسيرا. ويقال: الكبرياء: الملك(4). قال مجاهد في قول اله عز وجل (وتكون لكما الكبرياء في الأرض) [يونس: 78]، قال: الملك.
فالكبرياء والتكبر لله عز وجل، لأنه عز وجل امتنع عن الانقياد لخلقه في حكمه(5)، وتعظم وتكبر أن يناله(6) أحد بصفة، أو يدركه مخلوق بنعت، بل أعلى نفسه عن ذلك. والخلق كله منعوت موصوف، غير ممتنع من النعت والصفة، ولا متعال عنه . ولله الكبرياء والملك والسلطان . تبارك الله المتكبر ذو الكبرياء.
(1) ينظر : الأدب المفرد للبخاري ص 189، والبدء والتاريخ ص 72، والملل والنحل لشهرستاني (ربما نقلا عن الزينة) ، ومادة (العزيز) سابقا .ا (2) ديوان حميد بن نور ص 11.
(3) ديوان الكميت ص 37 (نقلا عن الزينة) . والقرب : طلب الماء ليلا للغد، أي أن الممدوح متكبر، بصير بعواقب الأشياء، يرى على البعد والشدة مواضع الماء التي ستردها إبله بعد أيام حتى كأنها قريبة منه .
(4) جملة (ويقال) : زيادة من ب.
(5) في ب : في ملكه.
(6) في ب : يتناوله.
224
Страница 227