215

============================================================

كون في الدنيا من الآفات، كالمرض والموت والهرم وغير ذلك. فهي دار السلام. ومثله (لهم دار السلام عند ربهم) [الأنعام: 127]. ومنه يقال: "السلام عليكم"، يراد اسم السلام عليكم، كما يقال: اسم الله عليكم(1). قال لبيد: [الطويل] الى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر(2) اسم السلام عليكما، أي اسم الله عليكما. وقد ذهب قوم في هذا البيت إلى غير هذا المعنى. وقد بيناه في باب "الاسم والمسمى" .

ويجوز أن يكون معنى قولهم "السلام عليكم"، أي السلامة عليكم ولكم.

وإلى هذا يذهب من قال: سلام الله عليكم، واقرأ على فلان سلام الله. قال اله عز وجل (فسلام لك من أصحاب اليمين) [الواقعة: 91]، أي فسلامة لك منهم، أي يحيونك(3) عنهم بالسلامة. وهو معنى قول المفسرين في قوله(4) وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما [الفرقان: 63]. قال المفسرون: قالوا صوابا من القول وسداد](5). كأنه إنما سمي الصواب والسداد من القول "سلاما" ، لأنه قدا سلم من الكذب والعيب(6). وقال الكميت في السلام: [الخفيف] يقض زور هناك حق مزورين ويحب السلام أهل السلام(7) قال: يعني بأهل السلام أهل مكة، لأنهم أهل الله.

قال هشام بن الكلبي(8) : إنما سمي أهل مكة "أهل الله" أيام الفيل، حين (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 6.

(2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 7، وديوان لبيد ص 214.

(3) في ب : يحيوك.

(4) في الأصول: وقال.

(5) ابن قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 7، بتصرف قليل.

(6) نقلا عن تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص7 بتصرف.

(7) ديوان الكميت ص 511. والزور : الزائرون.

(8) هشام بن محمد بن السائب الكلبي، توفي سنة 206 : الفهرست لاين النديم ص 124، رجال النجاشي ص 434، نور القبس ص 291.

Страница 212