============================================================
بالمعرفة(1) فقوله عز وجل (فله جزاء الحسنى) [الكهف: 88]، يرفع الجزاء بالتنوين، فجزاء نكرة، والحسنى معرفة، والحسنى بدل من الجزاء.
وأما قراءة جعفر بن محمد عليهما السلام فلا مؤونة فيها، ولا يقدر طاعن أن طعن عليها، وإن قلت معرفته بالعربية ومجاري كلام العرب.
وربما جاء "أحد" بمعنى الشيء، يقال : "فلان لا أحد"، معناه لا شيء، إذا خلا من العقل والفهم والخير، كأنه بمنزلة لا شيء. و"أحد" يستوي فيه المؤنث و المذكر. قال الله عز وجل (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) [الأحزاب: 32]. و"واحذ" لا يستوي فيه المذكر والمؤنث حتى تدخل فيه الهاء، فيقال: واحدة. ولا يجوز كواحد من النساء. وأحذ يكون بمعنى الجمع. تقول العرب: يبيت أحدنا الأيام لا يأكل. يعنون(2) كلنا لا نأكل. فاحتمل معنى الواحد والجماعة. قال النابغة: [البسيط] وقفت فيها طويلا كي تجاوبني عيت جوابا وما بالربع من أحد(3) وقال الآخر: [البسيط] يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد(4) لو كنت من أحد يهجى هجوتكم وقال آخر: [الرجز] ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد ان بني الأدرم ليسوا من أحد ولا توفاهم قريش في العدد(5) فالأحذ يكون هاهنا بمعنى القبيلة والجماعة. والواحد يجمع وحدان . قال الشاعر: [البسيط] وقد بلوتكم مثنى ووحدان( (1) هكذا في ه، وفي ب : نعت المعرفة بالنكرة.
(2) في ب وم: يعني.
(3) ديوان النابغة الذبياني ص 14 .
(4) للراعي في هجاء عدي بن الرقاع في طبقات الشعراء لابن سلام ص 117، الأغاني 24/ 118، سير أعلام النبلاء 249/4، ديوان الراعي ص 79 .
(5) البدء والتاريخ ص 288.
(6) ديوان جرير ص 166، والبيت فيه : جهلا تمنوا حدائي من ضلالهم وقد حدوتهم مئنى ووحدانا
Страница 195