============================================================
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: "بسم الله الرحمن الرحيم"، الباء بهاء الله والسين سناء الله، والميم ملك الله(1).
وروى أبو عبيد بإسناد له عن سليمان، قال في قوله (كهيعص) ، قال: كافي هاد، عالم، صادق(2).
وقد روي عن ابن عباس، قال: كافت من "كريم"، وهاء من "هاد"، وياء من احكيم"، وعين من "عليم"، وصاذ من "صادق"(2) . وعن سعيد بن جبير مثل ذلك.
وعن السدي، قال: كان ابن عباس يقول في (كهيعص) وفي (حم) و(يس) وأشباه ذلك: هو اسم الله الأعظم. هذا إلى غير ذلك مما روي عنه. ولو جاز له اا ل شرحه بأوضح من هذا الشرح. ولكن لم يكن العلماء ليتخطوا عما حد لهم فيما ال اختصهم الله به من العلم المخزون، الذي جعلهم خزنة له وأمناء عليه والراسخين فيه، وإنما جاز لنا أن نقول فيما ألقوه إلينا، وأن نتكلم فيما أبرزوه لنا . والله نسأل أن يثبتنا على منهاجهم، وأن يجعلنا مقرين بجملة ما جهلنا تفسيره من الغيب المحجوب، لنكون من الفائزين برحمته.
وروى أبو عبيد بإسناد له عن الحارث العكلي(4) قال : قال الشعبي: كيف كان كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إليكم؟ قال: قلت: "باسمك اللهم"، قال: ذلك الكتاب الأول، كتب النبي صلى الله عليه وآله "باسمك اللهم"، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها [هود: 41]، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110]، فكتب "بسم الله الرحمن"، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) [النمل: 30].
قال أبو عبيد: أراه كتب بذلك.
(1) تفسير الطبري 63/1 (على لسان عيسى بن مريم) .
(2) نسب القول للكلبي بصيغة مشابهة في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 230 . وانظر : تفسير الطبري 50/16 وما بعدها.
(3) ابن قتيبة : تأويل مشكل القرآن ص 230، والنص نفسه في تفسير غريب القرآن للأمام زيد بن علي، مخطوطة برنستن، ص 203.
(4) الحارث بن يزيد العكلي الكوفي التميمي : تاريخ البخاري 285/2.
159
Страница 162