============================================================
من أهل نيسابور منذ زمن قريب(1). فأما القديم من الأغاني بالفارسية فهو كلام غير موزون، ولا محذو على القوافي، على نحو ما وصفناه. وإنما معنى قولهم لكسرى اسرودگوي بتازي" معناه "مغن بالعربية" . والغناء غير الشعر. وهو اسم على الانفراد، وإنما يسمى منه "غناء" ما كان في الرقيق والتشبيب بالنساء، ويقصد به ل ذلك المعنى فقط، والذي يشبهه من الشعر مثل قول جرير: [البسيط] ان العيون التي في طرفها حور(2) قتلننا ثم لم يحيين قثلانا(3) و للشعر فنون كثيرة غير الغناء، كما ذكرنا من مذاهب العرب(4) في المدح والهجاء، وغير ذلك من الصفات الكثيرة، وفي التحريض على السعي في أمر المعاد، والتقدم في فعل الخير، واصطناع المعروف، وتجنب الآئام، وما يكون فيه هتك الأستار على رؤوس الأشهاد، إذا كشف الغطاء، وظهرت الأعمال كقول لبيد: [الطويل] و كل امريئ يوما سيعلم سعيه إذا كشفث عند الإله المحاصل(5) فهذا بعيد من معنى الغناء، الذي فيه تحريض على التقحم في الآثام، وقلة المبالاة بارتكاب المحارم، والتهتك فيه، والحض على الانهماك فيه، كقول القائل : [الطويل] اذا أنت لم تطرب ولم تشهد الخنى فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا( (1) ربما كانت الإشارة إلى الشاعر الفارسي حنظلة البادغيسي، المتوفى سنة 220. وانظر نمودجا من شعره الفارسي المترجم إلى العربية في ملحق تاريخ بخارى للنرشخي، ترجمة د. أمين عبد المجيد بدوي، ص 146، وتاريخ الأدب في إيران ج1 ، ق2، ص 372 .
(2) في ب: مرض.
(3) ديوان جرير 163/1.
(4) في م : من المذاهب للعرب.
(5) ديوان لبيد ص 257 . وفي ه: الحصائل.
(6) البيت بلا نسبة في العين للفراهيدي 206/6، والزهرة للأصفهاني 59/1 ، وللأحوص في كتاب الألفاظ لابن السكيت ص 398، والشطر الأول فيه : إذا كنت عزهاة عن اللهو والصبا، وأمالي الزجاجي ص 75، وزهر الآداب 406 ، وكذلك في ديوان الأحوص ص 121. ونسب لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 230، والصدر فيه : إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى.
Страница 140