كان تود يقيم في شقة بالطابق الأول، وكان قد نقل كل منقولاته إلى الطابق الثاني، فالغرف الأمامية وبهو المنزل جميعا تغص بالأثاث، بالكراسي والمكاتب المكومة فوق المناضد والأرائك، وشتى الأجهزة الإلكترونية التي أنقذها من الطوفان تستقر الآن فوق منضدة غرفة الطعام، كان المنظر يوحي بصالة بيع عشوائية.
كانت الأضرار التي أصابت المنزل شاسعة ولكنها لا تستعصي على الإصلاح. كان زيتون واثقا بأنه قد خسر بدروم المنزل، وربما لن يتمكن أحد من الإقامة فيه ردحا من الزمن، ولكن الطابقين الأول والثاني لم يتعرضا لأضرار خطيرة، وهو ما أراح بال زيتون، كان بالمنزل تراب كثير وطين ولطخ، وكان جانب كبير من ذلك يرجع إلى قيام تود بنقل الأشياء من الطابق الأول والخروج والدخول من المنزل، ولكن الأضرار لم تكن خطيرة.
وعلم زيتون من تود أنه لما كان صندوق التليفون الخاص بالمنزل في مكان مرتفع يعلو على مستوى الماء، فإن الخط الأرضي لم يتعطل، فأسرع من فوره بطلب كاثي على تليفونها الخلوي.
قال: «ألو! أنا هنا.»
وكادت تصرخ. لم تكن تدرك مبلغ قلقها الشديد. قالت: «الحمد لله» بالعربية، وأضافت: «اخرج الآن إذن!»
وقال لها إنه لن يرحل، وحكى لها قصة العجوز ذات الرداء الطافي في بهو منزلها، وكيف حمل السلم الخشبي حتى ينقذها، وقص عليها قصة الصيادين وفرانك والأزواج المسنين. وكان يتكلم بسرعة كبيرة جعلتها تضحك.
وسألته: «متى تعتزم الرحيل إذن؟»
وقال لها: «لا أعتزم ذلك.»
وحاول أن يشرح لها أنه إذا رحل فما عسى أن يفعل؟ سيقيم في منزل مليء بالنساء، من دون عمل يشغله. بل سيقتصر على تناول الطعام ومشاهدة التليفزيون والقلق بعيدا عن داره، أما هنا في المدينة فسوف يبقى ويرصد التطورات. يستطيع أن يمد يد العون حيثما تدعو الحاجة. وذكرها بأنهما يملكان نصف دستة عقارات لا بد من رعايتها. قال لها إنه في أمان ولديه طعام، ويستطيع رعاية نفسه، ويحول دون وقوع المزيد من الأضرار.
قال: «حقا! أريد أن أرى ذلك.»
Неизвестная страница