ووصلا إلى كليبورن بعد بضع دقائق وشاهدا فورا ما كانا يطلبانه، ألا وهو سفينة مروحية. لم يكن زيتون قد شاهد إحداها شخصيا، ولكنه كان يعرفها من السينما، وكانت تلك من النوع العسكري، عالية الصوت، تدفعها مروحة عظيمة مثبتة عموديا في مؤخرتها، وكانت تتجه مباشرة نحوهما.
وقال زيتون في نفسه إنه سعيد الحظ بالعثور على الغوث بهذه السرعة، وأفعم قلبه شعور يشبه الفخر؛ إذ أدرك أنه وعد بالمساعدة ويستطيع تقديمها الآن.
ووضع زيتون وفرانك قاربهما في طريق السفينة مباشرة ولوحا بذراعيهما، وجاءت السفينة المروحية مباشرة إليهما، وعندما اقتربت استطاع زيتون أن يشاهد أربعة ضباط أو خمسة يرتدون الزي الرسمي فيها، وإن لم يتأكد إن كانوا من الشرطة أو الجيش، ولكنه كان بالغ السعادة لمرآهم. ولوح زيتون، ولوح فرانك، وكل منهما يصيح: «قفوا!» و«النجدة!»
ولكن السفينة المروحية لم تقف، بل انحرفت حول قارب زيتون وفرانك، ولم تبطئ، ثم واصلت مسارها نحو كليبورن، ولم يلتفت إليهما رجالها.
كانت الموجة التي خلفتها السفينة المروحية عالية كادت تقلب قاربهما، فظل زيتون وفرانك ثابتين في جلستهما قابضين على جانبي القارب حتى هدأت الموجة. ولم يكادا يتبادلان نظرات التعبير عن تكذيب ما شاهداه ، حتى مرت بهما سفينة أخرى، كانت هذه أيضا سفينة مروحية، وبها أربعة ضباط في الجيش، وعاد زيتون وفرانك إلى التلويح وطلب العون، ومرة أخرى انحرفت السفينة المروحية حولهما وواصلت مسيرها دون كلمة واحدة.
وتكرر حدوث ذلك في الدقائق العشرين التالية. مرت عشرات من هذه المراكب، وفي كل منها ضباط في الجيش أو الشرطة، وتجاهلت قاربهما، ونداءاتهما طلبا للعون. إلى أين كانت تلك السفن ذاهبة؟! وما الذي كانت تبحث عنه، إن لم يكن سكان المدينة الذين يطلبون المساعدة؟ كان أمرا يستعصي على التصديق.
وأخيرا اقتربت سفينة من نوع مختلف. كانت سفينة صيد صغيرة، فيها رجلان، وعلى الرغم مما كان زيتون وفرانك يعانيانه من تثبيط الهمة والتشكك في إمكان توقف أحد عاودا المحاولة. وقفا في القارب ولوحا وصرخا. ووقف هذا القارب.
وقال فرانك: «نريد مساعدة!»
وقال الشابان في السفينة: «لا بأس. فلنذهب!»
وألقى الشابان حبلا إلى زيتون ربطه بالقارب، وأدارا محرك سفينتهما بحيث تجر خلفها قارب زيتون وفرانك إلى منزل المرأة، وما إن اقترب الجميع حتى أوقف الشابان المحرك ووجها السفينة إلى مدخل المنزل.
Неизвестная страница