كان أمام زيتون خياران: كان عليه إما أن يجد ويدفع مبلغ 75000 دولار، فإذا كسب القضية آخر الأمر أعيد إليه المبلغ كاملا، وإما أن يدفع نسبة ثلاثة عشر في المائة من مقدار الكفالة إلى المحاكم، وثلاثة في المائة إلى الكفيل - أي ما يبلغ مجموعه 10000 دولار - ثم يضيع عليه هذا المبلغ بغض النظر عن نتيجة قضيته.
وسأل زيتون: «أليس مبلغ 75 ألف دولار أكبر مما ينبغي لسرقة طفيفة؟»
وقال رالي إنه كذلك فعلا؛ إذ كان أكبر من المبلغ اللازم بنحو مائة مرة. كان زيتون يستطيع أن يأتي بعشرة آلاف دولار، لكنه بدا له من البلاهة أن يذهب هذا المبلغ أدراج الرياح، وإن دفعه كان يدفع للحكومة في الواقع في مقابل حبسه شهرا.
وسأله زيتون: «هل تستطيع تخفيضه؟»
وقال رالي: «ذلك يقتضي الكفاح في سبيله.»
فقال زيتون: «إذن فكافح في سبيله.»
وسأله رالي: «ولنفرض أنني لم أنجح؟»
فقال زيتون: «إذن فانظر إن كنا نستطيع استخدام أملاكي كفالة.» - «لا تريد أن تدفع النسبة التي ستضيع عليك؟»
فقال زيتون: «نعم، لا أريد».
قال زيتون في نفسه إنه لو دفع تلك النسبة التي ستضيع عليه مقابل الإفراج عنه، فما عساه أن يفعل؟ لن يستطيع العمل. لم يكن لديه ما يستطيع أن يفعله في نيو أورلينز، ليس في هذه اللحظة، وكان يوقن الآن أن كاثي والأطفال يعرفون أنه حي يرزق. ويوقن أنه سوف يطلق سراحه. أي إنه سوف يدفع 10000 دولار كي ينعم بالحرية بضعة أيام أخرى، وسوف يقضي ذلك الوقت رائحا غاديا في غرفة المعيشة بشقة يوكو وأحمد، لسوف يرى بناته قطعا ، ولكنهن يعرفن أنه قد سلم، والأفضل أن يدفع تلك النقود في حساب الأمانة الذي يكفل تعليمهن العالي، مثلا. لقد قضى في المحبس إلى الآن أسبوعين ونصف أسبوع، ويستطيع الانتظار بضعة أيام أخرى.
Неизвестная страница