195

وطلبت كاثي أن تتحدث مع أحد رؤسائها.

فقامت المرأة بتحويل المكالمة، ورفع السماعة رجل هذه المرة. وأوضحت كاثي أنها قد سمعت لتوها نبأ القبض على زوجها، وأنه قد حدد له موعد في المحكمة، وأنها كانت تريد أن تعرف وحسب مكان عقد جلسات تلك المحكمة.

وقال الرجل : «آه! لا نستطيع إطلاعك على هذا.» - «ماذا؟ لا تستطيع إطلاعي!»

وقال: «نعم. إنها معلومات لأصحاب الامتياز.» - «ومن أصحاب الامتياز؟ إنني زوجته!» - «آسف! إنها معلومات خاصة.»

وصرخت كاثي قائلة: «ليست خاصة بل عامة! هذه هي المسألة! إنها محكمة علنية عامة!» وطلبت أن تتحدث مع شخص آخر لديه مزيد من المعلومات، وتأوه الرجل وطلب منها الانتظار.

وأخيرا جاء الشخص الآخر، وكان امرأة هذه المرة، للرد على التليفون.

وسألتها: «ماذا تريدين؟»

وتماسكت كاثي، وكانت تأمل أن يكون المسئولان الأولان قد أساءا الاستماع إليها. قالت: «أريد أن أعرف مكان المحكمة. المحكمة التي سوف تصدر فيها الأحكام وتعقد جلسات تحديد قيمة الكفالة.»

وجاءت نبرات المرأة منتظمة حازمة: «هذه معلومات خاصة.»

وانهارت كاثي. أخذت تولول وتصرخ. ما بال هؤلاء؟ كيف تكون واثقة من قرب زوجها منها إلى هذا الحد، ثم تتسبب الطبقات المتراكمة من البيروقراطية وضعف الأداء في فصلها عنه؟ كان ذلك أكبر مما تحتمل. وأخذت تبكي إحباطا وغضبا. كانت تشعر كأنما تشهد طفلا يغرق دون أن تتمكن من أن تفعل أي شيء لإنقاذه.

Неизвестная страница