ونهض زيتون، وساقه ثلاثة جنود إلى غرفة صغيرة، كأنها دولاب لتخزين الأمتعة، ولم يكن فيها غير منضدة صغيرة من النوع الذي يطوى، وجدرانها عارية.
وأغلق الباب من خلفه، فأصبح وحده مع جنديين.
قال أحدهما: «اخلع ملابسك.»
فسأله زيتون: «هنا؟»
فأومأ الجندي موافقا.
لم يكن زيتون حتى هذه اللحظة قد اتهم بارتكاب أي جريمة، ولم يقرأ عليه أحد حقوقه، ولم يكن يعرف سبب احتجازه. وها هو ذا الآن في غرفة صغيرة بيضاء، ويأمره جنديان بخلع ملابسه، وكل منهم يرتدي حلة التمويه الحربي، ويحمل بندقية أتوماتيكية.
وصرخ أحدهما: «الآن!»
فخلع زيتون ال «تي شيرت» والشورت، وبعد لحظة خلع صندله.
وقال الجندي نفسه: «واللباس الداخلي!»
وتوقف زيتون. لو فعل ذلك فلن ينسى ذلك أبدا، ولن يتخلى العار عنه ما عاش، ولكنه لم يجد بديلا، يمكنه أن يرفض، لكنه لو رفض وقعت مشاجرة، وأتى المزيد من الجنود، وتعرض للانتقام بصورة ما.
Неизвестная страница