وسأل: «ماذا يحدث هنا؟»
وقال أحد الرجال: «من أنت؟»
وأجاب تود: «إني أقيم هنا، ولدي البرهان، إنه داخل المنزل.»
وقال الرجل: «اركب السفينة!»
ولم يكن زيتون مذعورا؛ إذ كان يعرف أن المسئولين يقومون بإخلاء المدينة بالقوة، وتصور أن ما يحدث له علاقة بذلك. وكان يعرف أن المسألة سوف تسوى مهما يكن المكان الذي كانوا يساقون إليه، لم يكن يحتاج إلا إلى الاتصال بكاثي حتى تقوم بتوكيل أحد المحامين.
ولكن رقم تليفون يوكو في المنزل، وكان بجوار التليفون على منضدة البهو، وإن لم يحصل عليه الآن، فلن يستطيع الاتصال بكاثي. ولم يكن قد حفظ الرقم.
وقال لأحد الجنود: «لا تؤاخذني. لقد تركت قصاصة ورق على هذه المنضدة. إن بها رقم تليفون زوجتي . وهي في أريزونا. وهو الوسيلة الوحيدة ...» وتقدم تجاه المنزل، مبتسما في أدب. كان ذلك الرقم كل شيء، كانت تلك القصاصة تبعد عنه خمس عشرة قدما.
وصرخ الجندي: «لا!» وقبض على ظهر قميص زيتون، وأداره ودفعه إلى السفينة.
وظل الأسرى الأربعة واقفين في السفينة، محاطين بستة أفراد عسكريين، وحاول زيتون أن يحدس من كانوا، ولكن الأدلة كانت قليلة. كان اثنان أو ثلاثة منهم يلبسون ملابس سوداء، لا تعلوها أي بطاقات ظاهرة أو شارات واضحة.
لم يتكلم أحد، وكان زيتون يعرف أن عليه ألا يتسبب في تفاقم الموقف، وتصور أنه حين تجري مقابلتهم مع أحد رؤساء هؤلاء، فسوف تنجلي الحقيقة، لا بد أنهم سوف يوبخون بسبب بقائهم في المدينة بعد أن بدأ تنفيذ أمر الإخلاء الإجباري لها، ثم يرسلون إلى الشمال في أتوبيس أو طائرة عمودية. وقال في نفسه: إن كاثي سوف يهدأ خاطرها حين تسمع أنه بدأ خطوات الرحيل من المدينة، أخيرا.
Неизвестная страница