وفي تلك الليلة، بعد أن خلد الأطفال الآخرون إلى النوم، جلست كاثي خلف عائشة على سريرها، فتناولت شعرها الأسود الغزير بإحدى يديها وجعلت تمشطه باليد الأخرى. وكانت قد فعلت ذلك من قبل مع نديمة لتهدئتها قبل النوم، وكانت والدة يوكو تفعل ذلك نفسه مع كاثي بعد كل حمام، كان ذلك مريحا للأعصاب وفرصة للتفكير عند الأم والبنت معا، وفي هذه الحالة كانت كاثي تدندن بنغمة أغنية لا تستطيع حتى أن تذكر اسمها، وكانت عائشة جالسة في توتر، ولكن في تقبل للموقف. كانت كاثي واثقة بأن هذا من شأنه أن يريحها من القلق، وأن ينتهي باستلقاء عائشة من جديد في حجر كاثي راضية، وقد غلبها النعاس.
وسألتها عائشة: «هل اتصل بك؟» - «لا يا حبيبتي، لم يتصل بعد.» - «هل مات؟» - «لا يا حبيبتي! لم يمت.» - «هل غرق؟» - «لا.» - «هل وجدوا جثته؟» - «حبيبتي. اسكتي.»
ولكن بعد أن مرت بالفرشاة عدة مرات في شعر عائشة، شهقت كاثي شهقة سريعة. كان شعر عائشة قد تلبد في الفرشاة التي امتلأت به.
واغرورقت عينا عائشة بالدموع، وصرخت كاثي.
وقالت كاثي في نفسها: «لا يوجد أسوأ من هذا! محال أن يوجد ما هو أسوأ.»
الأحد 11 من سبتمبر
مرت ستة أيام منذ أن تكلمت كاثي مع زيتون. لم تعد قادرة على تفسير غيابه، لم يكن للأمر معنى، كان رجال المعونة قد «استولوا» على المدينة، والحرس الوطني في كل مكان، والمسئولون يصرون على أن المدنية قد خلت تقريبا من أهلها.
واستعرضت الاحتمالات كلها في ذهنها من جديد. لو كان لا يزال في قاربه يتنقل في أرجاء نيو أورلينز لعاود الاتصال بها من المنزل في شارع كليبورن. ولو كان ذلك التليفون قد تعطل لكان قد نجح - بعد كل هذا الوقت - في العثور على تليفون آخر يعمل. أو كان قد قابل أحد الجنود وطلب منه المساعدة في الاتصال بكاثي. واستبعدت تماما إمكان وجوده في المدينة وعجزه عن الاتصال بها.
وكان ذلك يعني أنه ترك المدينة. ربما كان قد نقص ما لديه من ماء وطعام. ربما كان قد قبل عرضا بالجلاء عن المدينة قدمته إحدى الطائرات العمودية أو زوارق الإنقاذ، لكنه لو كان قد غادر المدينة، لكان قد وصل إلى أحد الملاجئ، ولاتصل بها منه من فوره.
كانت قد سمعت بنبأ العثور على جثث طافية لم يظهر لأصحابها أهل، واكتشف وجودها مصادفة في الماء، وقالت لنفسها: «ربما مات. ربما رحل زوجك.» كانت تعرف بوقوع جرائم قتل، لم تكن تصدق في الواقع ما يروى عن المجازر الطليقة، ولكنها كانت تعرف أن بعض جرائم القتل قد وقعت، وقالت في نفسها: «ربما كانت حادثة سطو. ربما اقتحم أحدهم أحد العقارات التي نملكها، وكان فيها، وتصدى لقتالهم ثم ...»
Неизвестная страница