وقالت كاثي: «أنا أعرف. ذلك ما أقوله يوميا له.»
وفي غضون حديثه ذكر روب أنه ورفيقه والت قد تركا قطتهما عندما فرا من العاصفة. كانا قد حاولا العثور عليها قبل المغادرة ولكنها لم تكن قطة منزلية، بل تهوى التجول خارج المنزل، ولم تأت إلى المنزل أو تقترب منه آنذاك. وقال إنه يأمل أن يبحث زيتون عن أي أثر لها إذا وجد نفسه في الحي الذي يقيمان فيه، وإن لديه في الجراج مولدا كهربائيا، ويرحب باستخدام زيتون له إذا احتاج إليه واستطاع أن يصل إلى ذلك المنزل.
واتصلت كاثي بمنزل شارع كليبورن، وكان زيتون لا يزال موجودا، يوشك أن ينصرف، فأخبرته بما يرجوه روب من اطمئنان على منزله. كان المنزل يقع على مسافة ثلاثة أميال على الأقل، ولا بد للوصول إليه من نقل القارب إلى اليابسة في الطريق الرئيس، ولكن زيتون أسعده أن يكلف بمهمة محددة. وعندما ذكرت كاثي إمكان استخدام مولد الكهرباء نبذ زيتون الفكرة؛ إذ كان يفضل ألا يحمل أي منقولات على الإطلاق في تجواله، فإلى جانب تشككه في إمكان نقل المولد إلى القارب، كان يحرص على ألا يحمل فيه أي شيء له قيمة؛ إذ كان يعرف أن الشرطة تبحث عمن يقومون بالسلب والنهب.
وانطلق مع ناصر إلى منزل والت وروب. كان النهار دافئا، والسحاب أبيض، فقررا المرور على منزل ناصر في طريقهما للاطمئنان عليه، فسلكا شارع فونتابلو إلى شارع نابليون، وكان منزل ناصر على ناصية شارعي نابليون وجالفيز، وكان يريد أن يرى إن كان يمكنه إنقاذ أي شيء.
وعندما وصلا إلى هناك، وجدا أن الماء قد وصل إلى حواف السقف، ولم يجدا سبيلا لدخول المنزل، ومن المستبعد أن يكون فيه ما يستحق الإنقاذ. وكان ناصر قد استعد لهذا المشهد، وكان مثلما توقع تماما.
قال: «هيا بنا.»
وسارا في طريق جيفرسون دافيز إلى منزل والت وروب. كان ارتفاع المياه أقل كثيرا، ثماني عشرة بوصة وحسب. فخرج زيتون من القارب وسار إلى الباب الأمامي، واتضح له أن المنزل بخير، لكنه لم يجد أثرا للقطة، وخطر له إمكان القفز فوق السور للوصول إلى الفناء الخلفي، ولكن هذا النوع من السلوك المريب هو الذي يبحث رجال الشرطة والجيران عنه.
وأدارا وجهة القارب إلى اليسار، وفي طريق عودتهما إلى المنزل مرا بمكتب البريد عند تقاطع شارعي جيفرسون دافيز ولافيت، وكانت تلك البقعة مكان إنقاذ الأفراد بالطائرات العمودية. لم يشاهدا أي طائرات عمودية ولكن عمال الإنقاذ يتجمهرون في ساحة انتظار السيارات.
وسأل زيتون ناصرا: «هل تريد الرحيل؟»
فقال ناصر: «ليس اليوم.» •••
Неизвестная страница