مدري الرحية ثجيلة
لولا العشج راميني «مكلت لج» أما قلت لك، «يا يمه» يا أماه، «مدري» ما أدري، «الرحية» الرحى، «ثجيله» ثقيلة، «لولا» أم، «العشج» العشق. وأجزاؤه مفاعلن مفعولن أو مستفعلن مفعولن لكل شطر.
وكقول أحد شعراء البادية من قصيدة:
يا ما حديناهم ويا ما حدونه
يا ما سجيناهم ويا ما سجونه
لا جننا أصبر من الواشجونه
ولا مثلنا يوجد على الموت صبار «سجونه» سقونا، «لا جننا» لكننا، «الواشجونه» المشبهون لنا. وأجزاؤه مستفعلن مستفعلن فاعلاتن لكل شطر . أما الواو في «ولا مثلنا» فهي ساكنة يجوز الابتداء بها في لغة العامة والبدو من غير أن يختل الوزن. إلى غير ذلك من أوزان اخترعوها بأنفسهم، فهم أكثر اختراعا من شعراء اللغة الفصحى.
وإخال أن عرب الجاهلية قد فرضوا الشعر على أوزان كثيرة، غير أن أكثرها ماتت لعدم ملاءمتها لأذواق الشعوب يومئذ، فلم تقو على تنازع البقاء ولا طمع في أن نجد جثتها المتحجرة في طيات التاريخ. ولم يبق حيا ينشد أو ينسج على منواله إلا البحور الستة عشر.
وكانوا لا يقسمون الشعر إلا من حيث قلة أجزائه أو كثرتها، أو قصر الأبيات وطولها، فيسمون القصير رجزا والطويل قصيدا. قال أحدهم: «أرجزا تطلب أم قصيدا؟» (ليس المقصود من الرجز هنا البحر المعين).
وأرى أن لكل شاعر اليوم أن ينظم على أوزان يخترعها غير مرتب بأوزان الخليل، بشرط أن تكون خفيفة على السمع، كما إذا أتى لكل شطر بألفاظ على وزان فعولن فعلن، أو مفاعيلن فعولن، أو مستفعلن لن فعولن، أو فعولن مستفعلن لن، أو فعلن مستفعلن فعلن، أو فاعلن فعلن، أو مفاعيلن فاعلاتن فعلن، إلى غير ذلك.
Неизвестная страница